الفصل الحادي والثمانون

50.6K 2.1K 77
                                    


الفصل الحادي والثمانون:

ظل تفكيرها مشغولاً بمحاولة تخمين هوية من يقف وراء تدبير حادثة الاعتداء عليهن، ليس الأمر عابرًا كما ظنت في البداية، لكن هناك شخص خفي أراد إلحاق الأذى الجسيم بهن، وهذا الشخص على معرفة وطيدة بهن، وتربص بتأنٍ وجودهن في السوق الشعبي لينفذ خطته الماكرة، هداها تفكيرها المتعمق إلى زوجة الجزار، فقد توعدتها بالانتقام الشرس قبل فترة، وربما هي من لجأت إلى هؤلاء النسوة لتلقنها درسًا عنيفًا، لم يخطر ببالها مُطلقًا أن تكون الجانية هي حماة أختها السابقة، انتهى مشوارهن التسوقي قبل أن يبدأ ليعاودن أدراجهن إلى المنزل منهكين على الأخير.

تعجبت نيرمين من عودتهن باكرًا، فتساءلت باستخفاف ساخر:

-خير إن شاء الله، السوق شطب بدري، ولا جبته ضلفه!

تنهدت عواطف بانهاك وهي تجيبها بضجر:

-لأ يا فالحة، ده احنا اتمرمطنا هناك!

لوت ثغرها متسائلة بعبوس قوي:

-ليه؟

أجابتها بإرهاق وهي تدلك عظام كتفها:

-احنا اتكتبلنا عمر جديد، شوية ستات منعرفش مين جوم هجموا علينا!

بدا الفضول واضحًا عليها لمعرفة التفاصيل أكثر، فسألتها باهتمام:

-وبعدين؟ كملي!

التقطت والدتها أنفاسها متابعة:

-ولولا ستر ربنا والست معرفة أختك بسمة كان زمانا روحنا في دوكة!

-أنا مش فاهمة حاجة!

قالتها نيرمين بامتعاض ظاهر عليها، ثم هتفت قائلة وهي تجذبها من ذراعها نحو الأريكة لتجلسها إلى جوارها:

-اقعدي كده وفهميني بالراحة إيه اللي حصل!

سردت لها مستخدمة ذراعيها كوسيلة للتوضيح ما دار بالسوق الشعبي، واستطاعت هي سريعًا أن تربط بين ما سمعته من تهديدات سابقة متوعدة بالاعتداء الشرس على عائلتها من حماتها اللعينة وبين ما حدث اليوم، هبت واقفة من مكانها هاتفة بلا وعي:

-بنت اللذينة عملتها؟

نظرت لها عواطف بغرابة متعجبة من تبدل أحوالها للانزعاج ونظراتها للحدة، فسألتها مستفهمة:

-قصدك مين؟

أجابتها بغموض وقد قست نظراتها على الأخير:

-مافيش غيرها، كانت ناوية على كده

ضجرت والدتها من الحصول على إجابة واضحة منها، فهتفت بنفاذ صبر وهي تربت على فخذيها بتعب:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang