الفصل السابع والستون

48.7K 2K 321
                                    


تصبيرة صغيرة

الفصل السابع والستون:

استوقفته بالإجبار عند ناصية الطريق حينما لمحها تشير له بيدها، فأخفض سرعة سيارته تدريجيًا حتى توقفت عن الحركة على مقربة منها، دنت منه وعلى ثغرها ابتسامة هادئة، ومررت أنظارها على الجالسات بالسيارة.

انحنت فاطمة بجسدها للأمام قليلاً لتتمكن من رؤية وجه أسيف بوضوح، واستطردت حديثها قائلة:

-الحمدلله إني لحقتكم! الأول مبروك على الخطوبة، وربنا يتمم على خير ويسعدكم

ردت أسيف بصوت رقيق لكنه خافت:

-الله يبارك فيكي

ردت عواطف باهتمام:

-تسلمي يا بنتي، ربنا يسعد قلبك ويفرحك!

سألها منذر بجدية واضحة على تعابيره:

- في حاجة جدت يا دكتورة؟ طمنيني؟

هزت رأسها بالنفي وهي تجيبه:

-لأ، بس أنا كنت عاوزة أشكرك على اللي عملته مع الـ....

ضغطت على شفتيها بقوة مانعة نفسها من ذكر اسم ذلك البغيض الذي اعتدى عليها بصيدليتها، فاضطرت أن تغلقها خوفًا من تكرار مثل ذلك الهجوم الوحشي عليها.

اعتذر لها منذر قائلاً بامتعاض:

-أنا اسف إني قصرت معاكي وقتها، بس والله ....

قاطعته قائلة بابتسامة ودودة:

-مافيش داعي للاعتذار يا أستاذ منذر، إنت ملكش ذنب، هو أصلاً بني آدم بشع، وده حصل فجأة و....

رد عليها معللاً:

-أنا عرفت باللي حصل كله بعد كده، وجيت عشان أشوفك، وأتعامل معاه، بس لاقيتك قافلة الصيدلية، والرجالة بلغوني إنك مش موجودة!

أوضحت قائلة بضجر:

-كنت مضطرية أبعد بدل ما يـ....

أجبرت نفسها على الصمت للحظة لتنفض تخيل الموقف المؤلم عن ذاكرتها، ثم ابتسمت مرددة بتكلف:

-يالا الحمدلله، أهو ربنا ريحنا منه، والبركة طبعًا فيك

رد عليها منذر بهدوء:

-أنا معملتش حاجة، هو خد جزاته!

أضافت قائلة بامتنان:

-ربنا يباركلنا فيك يا أستاذ منذر، وبأعتذر إني عطلتكم!

رد عليها مبتسمًا:

-خدي راحتك يا دكتورة!

لوحت فاطمة بيدها مودعة إياهم، وقبل أن يدعس على دواسة البنزين لتتحرك السيارة انتبه لصوت أخيه الصادح عاليًا:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang