الفصل الثالث عشر

53K 2.2K 240
                                    


الفصل الثالث عشر :

حاولت عواطف وابنتها المرور بين جموع الأفراد المرابطين أمام مدخل البناية لرؤية الحادث ، لكن تعذر عليهم هذا بسبب الحشد الغفير الذي يسد المدخل ، فبقيت كلتاهما بالخلفية ..

وصل إلى مسامعهما تفاصيل مختلفة عن ملابسات الحادث ، ولكن العامل الأساسي المشترك في كافة الروايات التي قيلت أن أثاث نيرمين الموجود بالمدخل كان السبب الرئيسي في إصابة تلك المسكينة تعيسة الحظ ..

تأسفت عواطف على ما حدث لها ، ومصمصت شفتيها مرددة بحزن مصطنع :

-قدرها الغلبانة دي ، ربنا ما يورينا مكروه في عيالنا

تساءلت نيرمين بتوجس :

-طب يا ترى مين اللي حصلها كده ؟

ثم زاد توترها ، وضاقت نظراتها أكثر وهي تضيف بخوف :

-لأحسن نكون هانروح في داهية ، ده .. ده العفش بتاعي !

ردت عليها عواطف بقلق عقب جملتها تلك :

-ربك يسترها ، واحنا ذنبنا ايه ، ده نصيبها ، مكتوبلها تشوف ده !

هتفت نيرمين بصوت خفيض وهي توميء بعينيها :

-لازم نتصرف ، الموضوع ممكن يقلب بنيابة وبوليس !

صمتت عواطف لتفكر للحظة في شيء ما ..

دار بخلدها حديث ديـــاب السابق عن كون عائلة حرب من كبار عائلات المنطقة ، وأنهم المتكفلون دوماً بحل أي مشكلات تواجه قاطنيها ، لذا رددت بلا تأخير :

-مافيش غيره ، هو الحاج طه ، وعلى رأي المثل اللي مالوش كبير بيشتريله كبير !

تعجبت نيرمين من تلك الحالة التي أصابت والدتها وجعلتها تحدث نفسها بكلمات ليست واضحة ، وما زاد من غرابتها أكثر هو هرولتها مبتعدة عن المدخل ، فلحقت بها هاتفة بتساؤل :

-رايحة فين ؟

أجابتها بغموض أثار ريبتها :

-هاروح على كبيرنا !

.......................................

خفقان قوي شعرت به في قلبها حينما بدأ جسد والدتها في الظهور من أسفل تلك الحطام ..

وخزات حادة طعنت صدرها بقساوة بالغة وهي تقف مكتوفة الأيدي عاجزة حتى عن إنقاذها ..

استشعرت بحواسها كاملة أنينها المكتوم رغم صمتها أمامها ..

صرخت بوجع أكبر مستغيثة بمن حولها لعلهم يلبون نداءها المفجوع :

-ساعدوها ، هاتموت ، مـــاما ، سيبوني أنقذها

لا إرادياً تحرك منذر نحو تلك الممددة بلا وعي محاولاً التدخل وإنقاذها ..

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now