الفصل الرابع والسبعون - الجزء الثاني

49.4K 2.1K 122
                                    


الفصل الرابع والسبعون (الجزء الثاني):

بكت بقهر في مكانها بعد أن لفظ حبها بقسوة رافضًا السماح لمشاعرها بالتحرر معه، نعم هي أحبته ولا تعرف كيف حدث هذا، لكنها عشقت رجولته وشهامته وشجاعته وخوفه على أحبته من أقل شيء يمكن أن يؤذيهم، تلك السمات التي افتقدتها في شريك حياتها الأسبق الذي كان على النقيض تمامًا، فأتاحت الفرصة لشخصه للتسلل إلى قلبها والاستحواذ عليه كليًا.

كفكفت نيرمين عبراتها مستسلمة للحقيقة المريرة، فهو لن يقبل حبها أبدًا بل لن يشعر بما تكنه له، ندمت على تسرعها في اعترافها، لكنها كانت محاولة أخيرة بائسة ظنت أنها ستفلح معه، وأتت النتائج عكس توقعاتها، جرجرت أذيال خيبتها عائدة من حيث جاءت ناقمة على من حولها لكونهم سعداء وهي وحدها تعاني في صمت.

رأتها والدتها على تلك الحالة الباهتة، فاقتربت منها متسائلة بتوجس:

-في ايه يا بنتي؟ شكلك مش مريحني!

أجابتها بفتور:

-مافيش حاجة

أضافت بهدوء وهي تربت على ظهرها:

-طب تعالي شوفي بنتك، بتعيط و...

قاطعتها قائلة باستياء:

-أنا جايلها، ماهو معدليش إلا هي!

استغربت عواطف من طريقتها المحبطة، وأثرت عدم إجبارها على الحديث كي لا تنفجر فيها كعادتها حينما تحاول فهم ما يدور في رأسها، اختارت أبعد مقعد خشبي لتجلس عليه، لكن نظراتها المحتقنة لم تفارق وجهها الضحوك متمنية بسوء تلاشي ابتسامتها ليحل الحزن عليه.

مالت إحدى السيدات الجالسات على مقربة من نيرمين على أخرى تتهامس بكلمات مبهمة عنها، وظلت أنظارهما تتوزع عليها وعلى رضيعتها التي كانت تهدهدها على كتفها، بدا الاهتمام واضحًا على الاثنتين وكأنهما قد عقدا العزم على شيء ما يخصها.

..................................................

نهض الحاج إسماعيل من مكانه حينما رأى منذر مقبلاً عليه وبصحبته أخيه ليرحب بهما، استقبلهما العمدة بألفة معهودة منه، فقد قرر أن يحتفي بالزوج المستقبلي لابنة بلدتهم بإقامة حفل إنشاد ديني متواضع حضره أغلب رجال القرية لتقديم التهنئات والمباركات، لم يتوقع ذلك الترحاب الودود ولا تلك الليلة الجميلة، لكنها أظهرت له محبة الجميع لعائلة رياض ماعدا قريبهم الحقود الذي كان متجهم الوجه قاسي التعبيرات.

جلس منذر إلى جوار والده الذي ربت بقوة على فخذه كنوع من الترحيب به، استمتع بالأجواء الطيبة حتى حان موعد تناول الطعام، فتفاجأ بكم الأطباق الشهية التي تم تجهيزها خصيصًا لتلك المناسبة، فهتف قائلاً:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now