الفصل الرابع والستون - الجزء الثاني

49.9K 2.1K 284
                                    


الفصل الرابع والستون (الجزء الثاني):

أنقذته من موت محتوم بغريزتها التي تحركت فورًا، وأجبرتها على الإقدام على تلك الخطوة الشجاعة. فزع قلبها لرؤيته بين الحياة والموت، ففعلت ما استطاعت، ونجحت فكرتها رغم بساطتها.

شعرت بتلك الأذرع تضمها بقوة وكأنها تحميها، فقط لكونها تصرفت بجرأة من أجله، فتغيرت الأمور معاها تمامًا، أدارت رأسها للجانب لتجد وجهها البشوش الباكي يشكرها بامتنان أم حنونة لمساعدتها ابنها البكري. كانت شبه واعية لما حولها، هي تصرفت برعونة هوجاء لكن أتى في النهاية بنتائج طيبة.

ربتت على كتفها جليلة قائلة بصوت متأثر:

-ربنا يكرمك يا بنتي، انتي.. انتي نجتيه!

-أنا.. معملتش حاجة!

قالتها أسيف بصوت متردد محاولة تبرير فعلتها الطبيعية.

وضعت عمتها هي الأخرى ذراعها حولها لتضمها قائلة:

-بنت أخويا طيبة وبنت حلال!

انزعجت نيرمين من انقلاب الوضع معها، وضاقت نظراتها لتصبح أكثر حدة وغيظًا. هي أرادت التفريق بينها وبين عائلته، ولكن حدث العكس معها، بل لعب الحظ لعبته، وأصبحت محبوبتهم.

هتفت فجأة بنزق وقد انعقد ما بين حاجبيها بشدة:

-تعالوا نخش جوا أحسن، بدل ما تتحدف حاجة كده ولا كده!

اعترضت جليلة مرددة:

-مش قبل ما أطمن على ....

قاطعتها نيرمين بإصرار عابس:

-يالا يا خالتي، البركة في سي منذر، هو خلاص لم الليلة وبقت عنده!

أومــأت برأسها مستسلمة، ثم وجهت أنظارها نحو أسيف لتتابع بابتسامة سعيدة:

-يباركلي فيكي يا عروسة ابني!

توردت وجنتي الأخيرة بخجل وهي تقول:

-شكرًا!

...................................

أقسم أن يجعله عبرة لمن لا يعتبر، أن يذيقه ما يستحق، أن يردعه للأبد كي لا يعاود النهوض من جديد ليبطش في الضعفاء، وخاصة حبيبته.

لن يلتفت لأي اتفاقات ودية أُبرمت بين العائلتين من قبل، سينسى أي صلح سلمي بينهم، هم في كل مرة يخطئون وينقضون العهد، ثم يبدون ندمهم، ويعاود فاقد العقل الكَرة ويخرب كل شيء.

أمسك به منذر من قدمه، ونظر له بأعين نارية ثم بصق في وجهه، وجرجره منها متعمدًا سحل جسده بعنف على الأرضية القاسية.

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now