الفصل السادس والأربعون

49.4K 2.1K 158
                                    


الفصل السادس والأربعون:

اضطر الضابط المسئول بالمخفر الشرطي الفصل بين مجد وأعوانه، ودياب ورجاله أثناء احتجازهم به حتى لا يتجدد الالتحام اللفظي أو الجسدي بين الطرفين خاصة أنها يعرف العصبية الجامحة في تلك النوعيات من الخصومات الشرسة.

ركض الحاج طـــه مهرولًا للداخل وبصحبته محامي العائلة، ثم بحث بعينيه سريعًا عن ابنه ضمن المتواجدين، لكنه لم يره.

استدار ناحية المحامي هاتفًا بقلق:

-دياب مش باين خالص!

أجابه المحامي بهدوء حذر مشيرًا بيده:

-جايز الظابط حاجزهم، ده طبيعي بعد اللي حصل!

رد عليه طـــه بضجر كبير وهو يضرب بعكازه الأرضية الصلبة:

-قلبي كان حاسس إن ده هايحصل، ابن أبو النجا مش ناوي يجيبها لبر! خارج من السجن وحلفان يولعها!

هز المحامي رأسه بإيماءة خفيفة متابعًا بجدية:

-اطمن يا حاج طــه، أنا هاتصرف، وهاعرف التفاصيل كلها وأبلغك!

أومأ له طــه بعينيه هاتفًا بتلهف:

-بسرعة يا أستاذ لأحسن أعصابي على أخرها، ومعنتش مستحمل

رد عليه بهدوء وهو يوليه ظهره:

-حاضر!

أخـــرج طـــــه هاتفه المحمول من جيب جلبابه الرمادي، وضغط على زر الاتصــال بابنه البكري مرددًا لنفسه بنبرة مكفهرة:

-انت فين يا بني؟

وضع الهاتف على أذنه، فاستمع إلى تلك الرسالة الصوتية المسجلة:

(( الهاتف المطلوب غير متاح حاليًا، برجاء ترك رسالة بعد ..))

أبعده عن أذنه قبل أن يكمل الجملة للنهاية محدثًا نفسه بامتعاض:

-وده وقت الست دي!

زفــــر بصوت مسموع مكملًا:

-استرها يا رب، هو اليوم باين!

.........................

بقي بصحبة رجاله بداخل إحدى غرف الحجز، وعرف سريعًا السبب وراء التشاجر الدامي، فهو قد اشتبك معه أولًا دون أن يتحرى عن الدوافع، المهم ألا يخذل عائلته في أي موقف.

تجهمت تعابيره للغاية بعد كلمات رجاله الموجزة، إنها قريبة عواطف، احتك بها مجد بوضاعة، وأساء لها عن قصد، فتدخل رجال منذر بناءً على تعليماته الصارمة للحول بينهما والدفاع عنها.

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now