الفصل الحادي والستون

50K 2.1K 213
                                    


الفصل الحادي والستون:

تبادل الاثنان نظرات مطولة وكلاهما منتظران بترقب ما سيقال لاحقًا.

تعلقت أنظاره بها، فلم يبعد عيناه عنها، وتابع عن كثب تلك الحركات المتوترة الصادرة منها.

هو لم يعبأ بما سيحدث فيما بعد، فالأهم حاليًا أنها وافقت على عرضه.

استطردت أسيف حديثها قائلة بارتباك شبه ملحوظ:

-زي ما قولتلك أنا عندي شروط على الخطوبة دي!

شدد منذر من كتفيه هاتفًا بهدوء رزين:

-وأنا سامعك، اتفضلي!

ابتلعت ريقها وهي تتحاشى النظر نحوه، كانت تشعر بأعينه المسلطة عليها، فتوردت وجنتيها خجلًا منه.

تنهدت مرة أخرى وهي تواصل حديثها بحرج قليل:

-مش عاوزة أعمل لا هيصة ولا فرح ولا أي حاجة، يعني مجرد اتفاق كده بيني وبينك وخلاص!

لم تهتز عضلة واحدة من وجهه وهو يصغي إلى حماقاتها، وبدت تعابيره جامدة للغاية لا تعكس أي شيء.

صمت للحظات ولم يعقب، فحركت رأسها للجانب لتنظر إليه. رأت نظراته الحادة مثبتة عليها، فعضت على شفتها السفلى متساءلة بارتباك:

-مقولتش ردك ايه؟

أجابها بجمود جاف:

-هو الكلام ده عاوز رد؟

تعقدت تعابير وجهها وهي تسأله باستغراب:

-مش فاهمة!

رد عليها بجدية مقلقة:

-يعني ايه اتفاق بيني وبينك وخلاص؟

أجابته بهدوء حذر وهي ترمش بعينيها:

-يعني كلام عادي وبس، محدش يعرف عنه حاجة إلا احنا وبس!

لم يظهر أي تأثير واضح عليه، وتابع قائلًا بامتعاض:

-طيب هاتي اللي بعده!

سألته بفضول محاولة سبر أغوار عقله وفهم ما يدور في رأسه:

-مش هاتقولي رأيك؟

أجابها بسخط واضح في نبرته رغم ثبات تعابيره:

-لما أسمع كل شروطك!

أومــأت برأسها قائلة بإيجاز:

-ماشي..

أخذت نفسًا عميقًا مرة أخرى، وزفرته على مهل وهي تتابع بحذر:

-أنا.. أنا مش عاوزة لا دبل ولا شبكة ولا أي حاجة، زي ما فهمتك إنها خطوبة كده وكده، فمافيش داعي للمنظرة ولا كل الحاجات اللي مالهاش لازمة دي!

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن