الفصل العاشر

60.4K 2.2K 172
                                    

الفصل الحادي عشر :

أرجعت أسيف ظهرها للخلف ، وانكمشت في مقعد السيارة وهي ترتجف رغم ابتعادها عن محطة الوقــــود بمسافة كبيرة.

لكن لا يزال شبح ذلك الغريب الغاضب يطاردها في خيالها.

ودت لو لم تطل من النافذة فتراه صدفة وتعطيه الفرصة لرؤية وجهها بوضوح رغم اختباء معظمه خلف غطاء رأسها ، لكنها شعرت بأنها مكشوفة كلياً تحت أنظاره.

ابتلعت ريقها محاولة بل حلقها الجاف.

تنفست بعمق ، ثم أعادت ضبط حجاب رأسها الذي بدا متهدلاً عليها بيدٍ مرتعشة .

حمدت الله في نفسها أن والدتها لا تجلس إلى جوارها وإلا كانت شكت في تصرفاتها المريبة. وهي لن تستطع إخفاء ذعرها الغير مبرر.

أجبرت نفسها على عدم التفكير فيه مرة أخرى ، هي حادثة عرضية شاءت الأقدار أن تمر بها.

طمأنت نفسها أنها لن تلتقي به مجدداً ، وسيتحول مع الوقت لمجرد وهم ستتناساه بفعل الزمن ومشاغل الحياة ..

....................................

شهقت نيرمين مصدومــــة حينما وقفت أمام المخفر الشرطي التابع للحي القاطنة به ورأت أثاثها مُلقى بجواره فوق بعضه البعض بطريقة بدت أكثر على كونها كومة من الـ ( روبابيكيا ) كما هو دارج بالمصطلح العامي.

لطمت على صدرها عدة مرات وهي تسب وتسخط في طليقها الذي أفسد أشيائها الثمينة وجعلها لا تساوي ربع قيمتها الفعلية.

صرخت رضيعتها ببكاء مرتفع ، فلم تفعل لها أي شيء ، وظلت تهتف بعويل صـــارخ :

-يا نصيبتي ، الراجل الناقص الدون رمالي حاجة في الشارع ، والله ما سيباه !

أخرجت خصلة من شعرها عنوة ، ورفعتها في الهواء لتكمل تهديدها المتوعد :

-وحياة مقاصيصي دول لأدفعه تمن كل حاجة الطاق عشرة !

تجمع المارة حولها ، وتفقدوا بفضول ما يحدث هناك ..

تحسرت عواطف هي الأخرى على مُصاب ابنتها الجلل ، وتمتمت بخزي :

-مكانش يومك يا بنتي ، تتبهدلي وعفشك نلمه من على الأرصفة قصاد الأقسام !

رفعت بصرها للسماء وتابعت بصوت مختنق وقد أدمعت عيناها بشدة :

-حسبي الله ونعم الوكيل فيك ، منك لله يا شيخ ، حسبي الله ونعم الوكيل !

خرج أحد ضباط الشرطة من داخل المخفر على إثر الصوت المرتفع صائحاً بغلظة :

-في ايه اللي بيحصل هنا

ردت عليه عواطف بصوت شبه باكي وهي توضح له السبب :

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now