الفصل التاسع والثلاثون :
اعتصرت أصابعه رسغها الذي بات مقيدًا منه ، ورغم تأوهاتها المتكررة وتوسلاتها الملحة له بتركها إلا أنه رفض الإنصات إليها.
اشتدت تعابير وجهه صلابة ، وهتف من بين شفتيه بنبرته القاتمة :
-اسمعيني كويس يا بنت ريـــاض !
ردت عليه بأنين واضح وهي تتلوى بمعصمها :
-آه ، سيب ايدي الأول !
لم تهتز عضلة واحدة من وجه منذر وهو يرد بصلابة متجاهلاً آلمها :
-متخلقش لسه اللي أخــاف منه !
استشعرت أسيف القوة في نبرته وتحذيره الخفي ، لكن قبل أن ترد عليه تابع محذراً بغلظة :
-وانتي هنا في حتة الشرف عندهم خط أحمر ! أظنك فاهمة ده معناه ايه.
احتدت نظراتها نحوه ، وبدت كجمرتين متقدتين ، لكن لم يمنعه هذا من مواصلة حديثه القاسي :
-عاوزة تسيبي المكان وتمشي وماله ، اعملي ده بس هاتتقطع رجلك نهائي من الحتة !
فغرت شفتيها مشدوهة من قسوة كلماته ، لكن ما صدمها أكثر هو قوله بصراحة :
-يعني من الأخر كده تبيعي دكانك وتمشي !
احتجت على حديثه رافضة بشدة :
-مش هايحصل !
أومأ لها بعينيه قائلاً بجدية :
-خلاص تمشي بالأصول !
هتفت مستنكرة بعناد :
-أصول ايه دي اللي تجبرني أقعد مع ناس مش حباهم ؟
رد عليها ببرود وهو يرمقها بنظرات شبه مستخفة :
-محدش قالك حبيهم!
هتفت بنبرة حادة نسبياً :
-هو بالعافية
ضيق نظراته إليها ، وأجابها بجمود صارم :
-اعتبريه كده !
ثم لوى فمه ليضيف بإزدراء :
-وبعدين مش هناخد على كلامك دلوقتي !
شعرت بنوع من الإهانة في جملته الضمنية ، فصاحت معترضة :
-أنا مش مجنونة عشان تقولي كده !
رد عليها بتهكم :
-ولا ردك ده رد عاقلين !
ثم أمسك بمقبض باب السيارة الخلفي ، وقام بفتحه ، ومن ثم دفعها للخلف قائلاً بنبرة آمرة :
YOU ARE READING
الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅
Romanceكتب والدها وصية سرية قبل وفاته، وحين كُشف النقاب عنها أدركت أنها تمتلك عائلة أخرى، لا تعرف عنهم شيئًا، انتقلت من بلدتها، إلى حيث تمكث العائلة، وكانت الصدمة التي غيرت من مسار حياتها كليًا .. رواية اجتماعية مستوحاة من الواقع .. تبث المشاعر الإنسانية ا...