الفصل الثامن والأربعون

50K 1.9K 252
                                    


الفصل الثامن والأربعون:

كانت كمن تقف على جمر ملتهب من النيران وهي تراها توبخه بوقــاحة لا متناهية متناسية ما فعله من أجلها، ودت لو اقتربت منها، وطوقت عنقها بكفيها فتطبق على روحها كعقاب على تطاولها عليه.

كورت نيرمين قبضة يدها، وكزت على أسنانها متمتمة بنبرة مغلولة:

-حتة بتاعة زيك لا راحت ولا جت تعمل فيه كده!

طالت النظرات المتحدية بين كليهما حتى قطعهم منذر بانصرافه من أمامها.

تجمدت في مكانها واقفة، لكن تحركت رأسها عفويًا معه لتراه وهو يخرج من الغرفة ووجهه يعكس حالته الغاضبة.

لم تكن لتدع الفرصة تفوتها دون أن تضع بصمتها الخاصة، لذا اقتربت نيرمين منه معترضة طريقه هاتفة باستنكار:

-قولتك يا سي منذر انها ناكرة الجميل، معندهاش عزيز!

نظر لها شزرًا ولم يعقب على جملتها المزعجة. فهو لم يكن بحاجة للحديث مع تلك السمجة.

تفاجأت عواطف بوجوده بالخــارج، فهتفت متساءلة باندهاش:

-ما لسه بدري يا سي منذر، ده أنا علقت على القهوة، وخلاص آآ...

قاطعها قائلًا بغلظة قاسية وقد برزت حمرة عيناها بوضوح:

-عقلي بنت أخوكي يا ست عواطف!

عقدت ما بين حاجبيها باستغراب مرددة بعدم فهم:

-أعقلها؟ هي عملت ايه؟ دي جاتلك الوكالة تعتذرلك عن حكاية السرقة وانت مكونتش موجود وآآ...

قوس فمه للجانب هاتفًا بتهكم صـــارخ:

-ماهو واضح! اعتذرها وصلني!

التفت برأسه ناحية أسيف ليرمقها بنظرات أخيرة أشد قسوة قبل أن يتحرك في اتجاه باب المنزل.

حاولت عواطف اللحاق به هاتفة بتعجب:

-استنى بس يا سي منذر!

صفق الباب خلفه بقوة لتهتز أركــــان البيت من عنفه.

انطلقت نيرمين في اتجاه أسيف صارخة بهياج في وجهها:

-انتي ايه؟

تراجعت الأخيرة للخلف متحاشية اندفاعها الأهوج، لكنها تفاجأت بها تنهال عليها بهجوم ساخط:

-فعلًا بجحة ومعندكيش دم ولا ذوق، الظاهر أهلك معرفوش يربوكي، ازاي تتكلمي معاه كده؟ هو شغال عندك، الظاهر نسيتي نفسك!!

اصطبغ وجــه أسيف بتلك الحمرة الغاضبة بعد سماعها لإساءتها المهينة لشخصها، وردت عليها بصراخ وهي تهدد بسبابتها:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن