الفصل الثاني والخمسون

50.8K 2.1K 358
                                    



الفصل الثاني والخمسون:

قست نظراته حتى باتت أكثر غموضًا وريبة، تمعن في تفكيره الجهنمي الدنيء حتى وصل إلى مربط الفرس، إلى تلك الذريعة التي سيبدأ من عندها حياكة خطته وتنفيذها. فقدا هداه شيطان عقله إلى السبيل نحوها.

الآن صــارت هي هدفه القادم، والوصــول إليها يعني إعطاء غريمه اللدود ضربة مميتة في مقتل.

ألقى بخرطوم أرجيلته على الطاولة بعد أن فَرغ منها، ثم نهض واقفًا من مقعده قائلًا بصوت متحشرج:

-حاسب على الطلبات يا حودة وحصلني على المطعم

أجابه صبيه ممتثلًا:

-تؤمر يا معلم مجد!

ســــار بخطى واثقة فاركًا ذقنه وصدغيه بحركات ثابتة في اتجاه المطعم الخاص بعائلته ليتحدث مع والده في أمرها، فقد حسم أمره باقتحام حياتها بالإجبــــــــار ..

.......................................

وقفت محدقة بأعين شـــاردة في لافتة محل الأقمشة غير مُدركة لما يُحـــاك من وراء ظهرها من مكائد مهلكة.

بدت حائرة إلى حد ما وهي تفكر فيما ستنتقيه من أقمشة ملائمة بالداخل، ولم تنتبه لتلك الأعين المتربصة بها بغل دفين.

لم تحد عنها نظرات نيرمين الحانقة، كانت تتبعها في كل نفس يخرج منها، في كل حركة عشوائية تصدر عنها.

تمنت لو أحرقتها حية كي تبرد نيرانها المتأججة نحوها.

انتبهت كلتاهما إلى صوت عواطف الهاتف بجدية:

-يالا يا بنات، تعالوا نتفرج جوا!

عادت نيرمين إلى طبيعتها الشرسة في التعامل مع ابنة خالها، فاستطردت حديثها قائلة بسخط:

-يا رب بس تعجب ست الهانم!

التفتت أسيف نحوها لترمقها بنظرات مزعوجة من أسلوبها التهكمي نحوها، وأثرت الصمت من أجل عمتها فقط.

ولجت ثلاثتهن إلى داخل محل الأقمشة، فنهض أحد العاملين من خلف إحدى الطاولات هاتفًا بترحيب:

-يا أهلًا وسهلًا، شرفتونا! ازيك يا حاجة عواطف

ردت عليه الأخيرة بود مألوف:

-بخير يابني والحمدلله، أخبار الحاج ثابت ايه؟

أجابها العامل بإيجاز وهو يبتسم لها:

-تمام!

أضافت قائلة بحماس وهي تضع يديها على كتفي ابنة أخيها:

-ربنا يديه الصحة يا رب، بص بقى عاوزين حاجة حلوة كده تليق بالبنوتة القمر دي!

اغتاظت نيرمين من احتواء أمها لها، فنظرت لها بسخط مغلول.

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now