الفصل الثاني والثلاثون

48.8K 2.1K 541
                                    


الفصل الثاني والثلاثون :

ضاقت نظراته للغاية ، وتجهمت تعابير وجهه وهو يصغي بإمتعاض لتذمرها على طلبه ، لكن نفذ صبره ، وفقد قدرته على التحكم في أعصابه ، فهدر بها صارخاً بصوت منفعل :

-رجعي الواد يا شادية أحسنلك

أصرت على عنادها قائلة :

-حاج مهدي ، ده حفيدي ومن حقي آآ....

قاطعها قائلاً بصوته المتشنج مهدداً :

-وابني اللي هايروحها فيها بسبب عمايلك انتي وبنتك ، يا الواد يرجع ، يا الحساب هايكون معايا أنا !!

ردت عليه بضيق مصطنع :

-انتو عاوزين تحرموا أم من ابنها ، ده يرضي مين ؟

هتف صائحاً بحدة وقد زاد عبوس وجهه :

-الكلام ده مايخلش عليا ، انا فاهم كويس إنك لا بتاعة حنية ولا مطبطبة ، إنتي بتدوري على مصلحتك وبس ، فمن الأخر كده الواد ابن دياب يرجع خلينا نفض الليلة دي !

تمتمت بكلمات خفيضة غير مبهمة لم يعرها أي اهتمام وأنهى المكالمة معها دون إنذار مردداً لنفسه :

-ولية ترفع الضغط !!!

....................................

كان في طريقه إلى وكـــالته حينما لمحها تسير بجوار أحد صبيان الحاج زقزوق النجـــار على الناصية الأخرى.

دقق النظر نحوها معتقداً أنه سيحظى بالتفاتة منها ، لكن لم يحدث هذا.

ظل منذر يراقبها بعينين حادتين حتى وقفت عند عتبة دكان جدها الراحل ، فأشــاح بوجهه بعيداً وأكمل سيره المتعصب ..

ارتجف جسدها حينما رأته على حين غرة ، فتعمدت ألا تنظر نحوه مطلقاً ، وحافظت على ثبات خطواتها وهي تحدث الصبي حسن بصوت مرتبك :

-أنا مش هأخرك !

رد عليها حسن بثقة وهو يشير موضحاً بيده :

-دي حاجة بسيطة ، أنا هاغيرلك الطبلة وأعملك واحدة جديدة ، ولو عاوزة تزودي اقفال بعد كده أنا موجود !

حركت رأسها بإيماءة موافقة وهي تردد :

-ماشي !

ثم توقفت أمام عتبة الدكــــان ليبدأ الصبي في عمله الذي يجيده منذ نعومة أظافره ..

.................................

نزل الدرج راكضاً ليواصل تهذيبه الوحشي لذلك الشاب المغيب عن عقله بعد تعديه الجريء والوقح عليها.

أوقفه في الطابق الأول رنين هاتفه ، فأخرجه من جيبه ليجيب على اتصال أخيه قائلاً بنبرة ضائقة :

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now