الفصل الخامس والستون

51.1K 2.2K 305
                                    


#تصبيرة صغيرة أخيرة

الفصل الخامس والستون:

سردت له بالتفصيل ما له علاقة باكتشاف وجود (حجاب) ما أسفل فراشه أثناء مكوث أسيف وعمتها بغرفته، وكيف فزعت هي من مجرد التفكير في حدوث الأسوأ له بمجرد رؤيته، وتوجسها من كونه مرتبط بالسحر والأعمال السفلية، وتأكيد نيرمين لها صحة ذلك الأمر.

نظر لها منذر بامتعاض مستنكرًا تفكيرها الساذج والمحدود، ثم هتف من بين أسنانه بحنق واضح:

-بقى تصدقي التخاريف دي يامه، لأ ومن مين من البت دي؟!

زمت شفتيها مبررة:

-كنت هاعمل ايه طيب؟ أنا لاقيته تحت فرشتك وخوفت لـ....

قاطعها هاتفًا بعتاب:

-يا حاجة جليلة، ده انتي زرتي بيت ربنا، وعارفة إن ده اسمه كفر، هاقول ايه بس! مش عارف أرد عليكي!

ربتت على كتفه مرددة بحذر:

-اهدى بس يا بني، أنا مكانش قصدي، بس هاعمل ايه خايفة عليك انت وأخوك، و...

رفع منذر كف يده أمام وجهها مقاطعًا بانفعال:

-ده مش خوف يا أمي، وبعدين إيش حال أنا اللي جايبها بإيدي من دكانها! وجرتها بالعافية لحد هنا، لحقت تجيب أعمال امتى؟ مخاوية مثلاً؟

انفرجت شفتاها بذهول مما قاله، هي لم تنتبه لتلك الجزئية من قبل، وانشغلت بالتفكير فقط في كونها وجدت ذلك الحجاب.

تابع منذر حديثه بصرامة:

-شوفي! من الأخر كده، انتي ظلمتي أسيف، هي لا بتاعت أعمال سفلية ولا حتى علوية!

أخفض والدته نظراتها حرجًا منه، فقد أخطأت في حقها، بينما استأنف حديثه مرددًا بسخط:

-الدور والباقي على قريبتها، دي محور شر متحرك!

دافعت عنها قائلة بحزن قليل:

-والله دي نيرمين غلبانة وتتحط على الجرح يطيب، الظروف بس اللي معاندة معاها!

عقد ما بين حاجبيه صائحًا بتهكم:

-دي حقنة! بلاش الله يكرمك الكلام ده عنها لأحسن أنا دمي بيفور لما بتيجي سيرتها!

أومــأت جليلة برأسها متفهمة، فلم ترغب في إثارة أعصابه بحديثها الغير مجدي عنها، تحرك هو خطوتين للأمام مرددًا بين جنبات نفسه بوعيد جاد:

-بس أنا بقى هاتصرف معاها! وبالعقل!

........................................

لم يستطع كبح جماح غضبه بعد معرفته بتورط الجزار في تدبير حادث السير الخاص بحبيبته، فشل في ضبط انفعالاته وفي السيطرة على نوبة الهياج العصبي التي تملكت منه، انتظر على أحر من الجمر انصراف والده وأخيه لينطلق بعدها في اتجاه محل الجزارة.

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now