الفصل الرابع والثمانون

52K 2.2K 172
                                    


الفصل الرابع والثمانون:

اندفعت دمائه الغاضبة في عروقه سريعًا حينما رأى وجهه المقيت أمامه، لم يتحمل وجوده في نفس المكان معه، ملامحه تذكره بوجه أخيه المقيت الذي تعرض له ولزوجته، تشنجت قسماته كليًا، ومنع نفسه بصعوبة من إطلاق السباب النابي احترامًا لوالده، ومع ذلك ثار فيه هادرًا:

-جاي ليه؟ انت مش اتحرم عليك انت وأهلك تعتبوا المكان هنا ولا ....

قاطعه والده محذرًا:

-اهدى يا منذر، مش كده!

رد عليه معترضًا بشراسة وهو يحدج غريمه بنظرات مخيفة:

-لأ يا حاج، هما الظاهر نسيوا اللي عملوه!

كز على أسنانه مضيفًا وهو يلوح بيده مهددًا:

-وأنا ناري لسه مابردتش!

ابتلع مازن مرارة الإهانة مجبرًا، فهو مضطر للقبول بأي شيء حتى يحقق مطلب أبيه الأخير، رد عليه مطأطأ الرأس مكسور النظرات:

-أنا محقوقلك مهما قولت، ولو عاوز تشتم براحتك!

وضع يده على مؤخرة عنقه متابعًا بانكسار بائن:

-أنا راضي ورقبتي تحت جزمتك، بس هاستسمحك في حاجة!

نظر إليه طه بإشفاق، هكذا تتداول الأيام بين الناس، فتارة تظن نفسك في أعلى عليين، وفي أخرى تجد نفسك تهوي في أسفل القاع، تمتم بتعجب:

-لا حول ولا قوة إلا بالله، سبحانه المعز المذل

بدا منذر أكثر جمودًا وصلابة عن أبيه، لم ينسَ للحظة عنفهم وتجبرهم على الضعفاء، بطشهم الذي طال مداه عائلته – وخاصة أخته الصغرى – ناهيك عن مشكلاته مع أخيه، بالإضافة إلى أسيف والتي كان لها واضعًا خاصًا مع البلطجي مجد، زاد وجهه تعقيدًا وهدر متسائلاً بانفعال:

-عاوز ايه؟

ازدرد مازن ريقه قائلاً بتلعثم:

-لو.. ينفع.. أفتح المطعم..و...

قاطعه صائحًا بعصبية وهو يكاد يهجم عليه:

-إنت بتحلم؟!

استشف مازن احتمالية رفضه لطلبه، فتابع مستعطفًا:

-مش عشاني والله، بس....

هدر فيه منذر بنفاذ صبر:

-على جثتي إن ده حصل!

استشعر طه اندفاع ابنه الأهوج الذي ربما يودي به إلى مشكلة ما، خاصة أن طريقته الموحية تؤكد نيته في الاعتداء عليه، لذلك تدخل في الحوار قائلاً بنبرة عقلانية:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ