الفصل الثامن عشر

57.1K 2.2K 411
                                    


الفصل الثامن عشر :

لوح بعصــــاه الخشبية في الهواء آمراً رجاله بإكمــال عملهم في أرضه الزراعية ، فقد اقترب موسم الحصاد ، وهو يحتاج للتأكد من جودة المحصول وخلوه من الآفات.

رن هاتفه لعدة مرات لكنه لم ينتبه لرنينه المتواصل بسبب صوت الضجيج من حوله.

لاحظ هو تقاعص البعض منهم ، فهتف بصوت مرتفع محمساً إياهم :

-لو خلصتوا على قبل العصرية هتاخدوا يومية زيادة !

اجتهد الرجال أكثر بعد تحفيزهم مادياً ..

دنا منه أحد الفلاحين مردداً بنبرة خشنة :

-يا حاج فتحي ، الواد خَلَف بتاع المواشي بيقولك يودي الجاموسة عند الحاج اسماعيل !

استدار ناحيته ورمقه بنظرات جادة قائلاً بإستنكار :

-هو لسه مودهاش ؟ انت عاوز الحاج يزعل مننا ؟

رد عليه الرجل معللاً :

-لأ بس مكنش في مواصلة وآآآ...

قاطعه الحاج فتحي بغلظة وهو يضرب الأرض بعصاه بعصبية :

-تتصرف على طول ، هو كل حاجة لازم أعملها بنفسي ؟!

أومــأ الرجل برأسة قائلاً بإرتباك :

-حاضر يا حاج ، اعتبرها راحت عنده

لكزه الحاج فتحي في كتفه بقوة قائلاً :

-مش بالكلام يا فالح !

-ماشي يا حاج !

قالها الرجل وركض عائداً لينهي مهمته الناقصة.

اتجه الحـــاج فتحي بعدها ناحية الشجرة الموضوع أسفلها ذلك الشرشف النظيف ليجلس بإسترخاء عليه.

تأوه بإنهاك وهو يمدد ساقيه للأمام. وتمتم مع نفسه مردداً بإزدراء :

-شغال مع بهايم ، محدش فيهم بيفكر خالص !

استشعر تلك الإهتزازة الخفيفة المنبعثة في جانبه ، فمد يده ليخرج هاتفه المحمول.

ضيق نظراته ليرى اسم المتصل لكنه لم يتبينه جيداً ، فقد حجب الضوء الرؤية في الشاشة بوضــوح.

غطا جزءاً منه بكف يده فبرز اسم حنان عليه.

لوى فمه للجانب محدثاً نفسه بإمتعاض :

-ودي عاوزة ايه ؟

أجاب على اتصالها قائلاً بصوت آجش :

-سلامو عليكم ! أيوه يا حنان ! ايه الأخبار ؟

رد عليه صوت ذكوري غريب على مسامعه :

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now