الفصل الحادي والخمسون

52.1K 2K 423
                                    


الفصل الحادي والخمسون:

هي تخطت حاجز اللامعقول بمراحل جمـــة، كانت فرحتها تتجاوز عنان السماء، فالأمر بالنسبة لها لم يكلفها سوى بضعة كلمات منتقاة بعناية استخدمتها مع الخصم المناسب لتشعل من خلاله فتيل الحرب من جديد.

نعم هي كانت كمن تحالف مع الشيطان من أجل أهوائه المريضة.

تباهت بمآثرها من خلال تبخترها في مشيتها وكأنها ملكت الأرض ومن عليها.

تنهدت بحرارة متفاخرة بما أنجزته اليوم.

هي تشبه رأس الأفعى في تفكيرها الوضيع الذي خططته ببراعة شرسة، وفي تنفيذها له بدهاء ماكر لتضمن على عدوتها في لحظة مباغتة لطالما انتظرتها بتأنٍ شديد.

ســـارت نيرمين مبتعدة عن المقهى الشعبي وهي تبتسم بتشفٍ بائن على محياها، لم ترغب حتى في إخفائه.

فاليوم هي ظفرت بانتقامها القاسي منها، ووضعت في دربها من لن يتركها إلا في حالة واحدة. أن تصبح جثة هامدة.

وضعت هاتفها على أذنها بعد أن اتصلت برقم والدتها، وانتظرت بترقب ردها عليه.

هي أرادت ألا تثير الشبهات حولها، وأن تبدو كالحمل الوديع أمام عائلتها.

أتاها صوتها من الطرف الأخر متساءلًا:

-خير يا نيرمين في حاجة؟

أجابتها بتلهف مصطنع:

-بأقولك ايه يا ماما أنا عند ثابت بتاع القماش، ماتيجي بالمرة تشوفي اللي انتي عاوزاه!

اعترضت أمها قليلًا مبررة:

-بس أختك لسه جاية وآآآ...

قاطعتها نيرمين قائلة بإصرار:

-يالا يا ماما، يعني دي غلطتي إني اتصلت وأعدة مستنياكو، خلاص بلاهـآآ...

خافت عواطف من غضبها، فهتفت مستسلمة:

-طيب.. طيب هانلبس ونجيلك على طول!

التوى ثغرها بابتسامة شيطانية بعد تحقق مرادها وهي ترد:

-ماشي، سلام!

قررت أن تتجول بعدها بالأسواق لتضيع وقتها ريثما تأتي والدتها لمحل القماش مع عدوتها، فتفسد عليهما الأمر هناك.

لقد عقدت العزم على ألا تترك أي فرصة تسنح لها لتنغيص حياة أسيف، مهما كلفها الأمر، المهم بالنسبة لها أن تجعلها تعاني وتقاسي حتى تستسلم وترحل عنها للأبد.

......................................

ظل يفرك جلد عنقه ويجذبه تارة ويرخيه تارة أخــرى وهو يفكر مليًا فيما بخته تلك الأفعى من سم قاتل في أذنيه.

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now