الفصل الثالث والسبعون - الجزء الأول

50.9K 2.1K 176
                                    


الفصل الثالث والسبعون (الجزء الأول):

جلست منزوية في أحد الأركان بمنزلها محدقة بنظرات خاوية في تلك الورقة التي لم يعد لها أي قيمة، اعتقدت أنها ملكت الدنيا باستحواذها على مبلغ كهذا، لكن تحولت أحلامها إلى سرابٍ حينما اكتشفت الخدعة، كان "الشيك" بدون رصيد، خدعها بسذاجة ليضمن عدم تقدمها بأي شكوى ضد أخيه، وانطليت عليها الأكذوبة بسهولة، هربت من عينيها عبرات خائنة، فمسحتها سريعًا قبل أن تراها ابنتها وتكتشف الأمر.

دنت منها ولاء متفرسة في تعبيراتها الحزينة، ومتأملة بفضول حالتها الشاردة، وقفت أمامها لبرهة منتظرة أن تشعر بوجودها، لكنها كانت كمن في عالم آخر، فصاحت باستغراب:

-ماما! مالك في ايه؟

انتبهت شادية لوجودها، فاضطربت بدرجة ملحوظة، وازدردت ريقها بتوتر وهي تطوي الورقة لتدسها في جيبها دون أن تنتبه لها ابنتها، سريعًا عمدت إلى إخفاء حزنها، وقوست فمها لتظهر ابتسامة باهتة وهي ترد:

-مافيش يا بنتي

لم تقتنع الأخيرة بما قالته، فسألتها بفضول:

-شكلك مش طبيعي، هو في حاجة حصلت؟

أسندت رأسها على مرفقها قائلة بتبرم:

-لأ، بس يحيى واحشني وكده!

جلست ولاء إلى جوارها مخرجة تنهيدة عميقة من صدرها وهي تضيف:

-أنا هاحاول أرتب مع جليلة ميعاد نشوفه فيه!

انعقد ما بين حاجبيها باستغراب من جملتها الأخيرة، واستدارت برأسها نحوها لتنظر في عينيها قائلة بجدية:

-احنا مش معانا الحضانة، يعني من حقنا ....

قاطعتها ولاء بحدة:

-ماما، أنا مش عاوزة مشاكل تاني مع دياب، خليني أحاول أرجع المياه لمجاريها معاه!

توقفت لتسحب نفسًا أخرًا وهي ترجع رأسها للخلف متابعة بيأس:

-ولو إن ده صعب يحصل دلوقتي!

بدت جملتها مريبة لوالدتها فسألتها مهتمة:

-هو انتي كلمتيه تاني؟

ردت باقتضاب غامض:

-يعني!

انتصبت أكثر في جلستها، وسألتها بتلهف علها تروي فضولها الثائر:

-وعرف إنك هاتخلعي مازن؟

-اه

سألتها باهتمام أكبر:

-ها ورأيه ايه؟

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now