الفصل الخامس والعشرون

50.7K 2K 268
                                    


الفصل الخامس والعشرون :

سحب الميكانيكي جسده بحرفية معتادة من أسفل السيارة المصفوفة عند ورشته ، ثم نهض واقفاً على قدميه ومسح كفي يده في المنشفة البالية الممسك بها.

التفت نحو صاحبها ليستطرد حديثه بجدية :

-سيبهالي يومين يا ريس منذر وأنا هاظبطلك كل اللي فيها

نفخ منذر بضيق كبير ، ودس يديه في جيبي بنطاله ، ورد عليه بإمتعاض:

-أنا محتاجها ، ورايا شغل وماستغناش عنها

رد عليه بنبرة عملية وهو يشير بيده :

-عارف يا ريسنا ، بس هي متبهدلة على الأخر ، ده غير الإزاز اللي هايغيره والفوانيس اللي ورا والكابوت عاوز يترد وآآ...

قاطعه الأخير قائلاً بضجر وهو يخرج يديه من جيبيه ليضعهما على منتصف خصره :

-طب شوف المناسب وانجز على طول !

هز الميكانيكي رأسه بإيماءة واضحة وهو يرد :

-أوامر يا ريس منذر !

دس يده مرة أخرى في جيب بنطاله الخلفي ليخرج حافظة نقوده ، ثم سحب مبلغاً مالياً منها ، وطواه في قبضته.

دنا من الميكانيكي وأعطاه له قائلاً بجمود :

-خد دول دفعة تحت الحساب !

تناوله الميكانيكي منه ، ووضعه سريعاً في جيب أفروله الكحلي الداكن ( بدلة عمله ) ليردد بحماس وقد اتسع ثغره :

-متشكرين يا ريس منذر !

اقترب منهما عامل أخر بالورشة قائلاً بجدية وهو ممدد يده بكيس بلاستيكي :

-يا أسطا ، الحاجات دي كانت على الكرسي اللي قدام !

-هاتهم يا واد !

قالها الميكانيكي وهو يأخذ الكيس منه ، فقد قـــام الأخير بتفتيش السيارة من الداخل ليتأكد من خلوها من أي مقتنيات شخصية ثمينة تخص صاحبها في حال تركها عند الورشة للإصلاح حتى لا تفقد ، فوجد ذلك الكيس بها.

استدار ليواجه منذر الذي بدا مندهشاً كثيراً ، فقد تناسى رغماً عنه إعطاء ابنة ريــاض متعلقات والدتها ، وظلت باقية معه في سيارته منذ أن استلمها من المشفى.

قطع شروده صوت الميكانيكي وهو يردد :

-اتفضل يا ريس منذر !

أمسك بالكيس البلاستيكي في يده ، وأضــاف بجدية :

-هاعدي عليك كمان يومين ولو خلصت قبلها كلمني !

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now