الفصل السابع والأربعون

48.2K 2.2K 339
                                    


الفصل السابع والأربعون:

استغل فرصـــة تواجده بمفرده في أحد الأركان بالمخفر ليتحدث إليه بعيدًا عن أعين المراقبين لهما عله يقنعه بفعل الصالح للجميع.

ولكن على عكس ما توقعه، بدا أكثر هجومًا وهو يردد بعصبية:

-مكانش ده اتفاقنا يا مهدي!

رد عليه بتجهم واضح محاولًا تبرير الموقف:

-العيال مش فارق معاهم، بس احنا غيرهم!

رفع طـــه سبابته في وجهه صائحًا بغلظة:

-متقوليش عيال، ولادي رجـــالة من ضهر راجل! الدور والباقي على ابنك اللي عاوزها نار!

ثم ضاقت نظراته لتصبح أكثر حدة وهو يضيف بشراسة:

-وانت عارف كويس اللي يمسنا بنمحيه من على ضهر الأرض!

كان مصيبًا في قوله، فدومًا أي شجار عنيف تكن عائلة حرب طرفًا فيه ينتهي لصالحهم مهما كانت النتائج والخسائر.

ورغم هذا حاول أن يسيطر عليه، فأردف قائلًا بحذر:

-عارف يا طه، بس عاوزين نلم الموضوع قبل ما يكبر، الأذية عليا وعليك، وابني وابنك في الموضوع، وهايتحبسوا لو ماتصرفناش واتصالحنا!

نظر له شزرًا وهو يعقب:

-انتو اللي جيتو علينا، فاستحمل بقى عمايل ابنك السودة!

وضع مهدي يده على ذراعه ضاغطًا عليه بحرج:

-حقك عليا يا سيدي!

هتف فيه طـــه بحدة غير مكترث لاعتذاره النادم:

-يعني بعد التكاليف اللي دفعناها في التوضيب، ده حتى مايرضيش ربنا إن المحلات آآ...

قاطعه مهدي قائلًا بجدية:

-خسارتك عليا كلها يا سيدي، وشوف ايه اللي يرضيك وهاعمله، بس نلم الليلة!

نظر له مطولًا، ولم يعطه أي رد صريح.

بقي الأخير على أعصابه مترقبًا قراره النهائي، فوضع ابنه إلى حد ما حرج، ولا يبشر بخير.

حبس أنفاسه، وظل محدقًا به محاولة تخمين ردة فعله.

وحينما طــال صمته قرر الاستعانة بمحاميه عله يفعل ما عجز عنه ويقنعه بتقبل تلك الترضية الاضطراية.

استطرد المحامي حديثه هاتفًا بجدية:

-أنا رأيي يا حاج طه نتراضى أحسن، النيابة ممكن تحبسهم ويتجدد الحبس كمان، وكيل النيابة مش سهل!

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now