الفصل الثالث والعشرون :
أخرجت من صدرها تنهيدات عميقة تعكس ما بداخل نفسها الملتاعة.
لم تمنع عبراتها من الإنهمـــار ، فهي تشتاقها حقاً رغم عدم مضي الكثير من الوقت لإدراكها حقيقة فقدها.
إحساسها بالوحدة والخوف يقيد تفكيرها بذهن صافي عن تقرير مصيرها.
ظلت على تلك الحالة الواجمة لبعض الوقت ، ولم ترغب عواطف في إزعاجها.
أرادت أن تترك لها مساحة من الخصوصية للإختلاء بنفسها.
سمع الصبي دقــــات قوية على باب الوكالة ، فانتفضت أسيف في جلستها وأفاقت من شرودها لتتجمد أنظارها المرتجفة عليه.
حدقت عواطف هي الأخرى فيه مرددة بخوف وهي تبتلع ريقها :
-هما .. هما هيهجموا علينا ولا ايه ؟
رد الصبي بصوت خفيض :
-ششش ، أنا هاروح أشوف مين ! خليكوا هنا !
تحرك الصبي بخفة ، واقترب من الباب ، ثم مــال بجسده عليه ليلصق أذنه به ، وتساءل بصوت شبه مرتعش :
-مين ؟
صــاح به صوت قوي صـــارم ومألوف لديه :
-الريس منذر باعتني ياض !
رد عليه الصبي بإرتياح بعد أن ارتخت تعابير وجهه :
-هو قافل علينا من برا ، والمفتاح معاه !
استمع إلى الصوت الرجل مردداً :
-طب استنى ، هاجيبه منه !
-ماشي
قالها الصبي وهو يتحرك عائداً إلى عواطف وابنة أخيها.
سألته هي بتوتر كبير :
-مين يا بني ؟
أجابها بنبرة مطمئنة مشيراً بيده وموزعاً أنظاره بينهما :
-متقلقوش ، ده الريس منذر باعتلنا الرجالة بتوعنا ! تلاقيه بيطمن علينا
تنهدت عواطف بإرتياح وهي ترد :
-طب الحمدلله ، طمنتني !
جلست أسيف بإسترخاء على المقعد بعد ذلك التوتر المشحون ، وظلت تتنفس بعمق لتضبط انفعالاتها المضطربة.
مسحت بأناملها عبراتها المبللة لوجنتيها ، وكذلك تلك العالقة بين أهدابها.
بعد دقائق استمع ثلاثتهم إلى صوت فتح الباب المعدني الخارجي. فتأهبت حواسهم بالكامل لما هو قــــادم.
أنت تقرأ
الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅
Romanceكتب والدها وصية سرية قبل وفاته، وحين كُشف النقاب عنها أدركت أنها تمتلك عائلة أخرى، لا تعرف عنهم شيئًا، انتقلت من بلدتها، إلى حيث تمكث العائلة، وكانت الصدمة التي غيرت من مسار حياتها كليًا .. رواية اجتماعية مستوحاة من الواقع .. تبث المشاعر الإنسانية ا...