الفصل التاسع والأربعون - الجزء الأول

45.8K 2K 198
                                    


الفصل التاسع والأربعون:

شـــرع في تهيئة نفسه لاستدراجها كما يفعل الليث بفريسته الشـــاردة قبل أن يغرز أنيابه القاطعة في عنقها.

اقتربت منه الصغيرة غير مدركة سبب تصرفاته الغريبة معها، فعقلها الصغير لا يعي ما يفكر فيه ذلك الدنيء القذر.

فقط تملكها إحســاس غريب بالخوف الممزوج بالخزي لمجرد تلمسه لها.

رهبة كبيرة زادت من قشعريرتها وهي تشعر بقبضتيه الخشنتين

تمران على جسدها بطريقة عجيبة منفرة وكأنها تفحصه، فجعلتها تنظر له بهلع مذعور وهي عاجزة كليًا عن تفسير سبب قيامه بتلك الحركات الغير مفهومة معها أو حتى عن منعه من الاستمرار في فعلها.

توقف فجــــأة عن ممارسته المشينة حينما صدح صوت هاتفه لينتفض بقوة، وتفر الدماء من عروقه.

اضطرب جسده، وتوتر كثيرًا.

أبعد يده عن الصغيرة التي كانت ترتجف بشدة، ودفعها للخلف. ثم لملم نفسه باضطراب ملحوظ.

ابتلع ريقه، وأشــار لها بإصبعه أمام وجهها صائحًا بصوت آمر:

-مش عاوز نفس منك!

هزت رأسها بالإيجاب، لكنها لم تستطع السيطرة على رعشة جسدها المستمرة.

سريعًا ما استعاد ناصــــر هدوئه، ودس يده في جيبه ليخرج هاتفه وينظر إليه.

رأى اسم ذلك الشخص الذي ترقب اتصاله بفـــارغ الصبر فبرقت عيناه بوميض أخـــر متلهف.

هو اعتاد على تخليص بعض المصالح والمهام الشخصية له، من ضمنها التهريب، وطلب منه معروفًا قبل فترة عله ينفذه له إن أتيحت الفرصة.

لم يرغب في فضح أمره أو الحديث أمام الطفلة التي قد تصدر صوتًا فتفسد كل شيء، فضغط على زر إنهاء المكالمة قبل أن يجيب عليها، ونظر للصغيرة بشراسة مرعبة.

صــاح بنبرة مهددة وهو يدنو منها:

-لو فتحتي بؤك بحرف واحد مش هاتروحي لأمك تاني، وهاكسر عضمك كله من كتر الضرب، سامعة!

أومـــأت برأسها بخوف وهي ترد بنبرة مترجفة من بين بكائها الخفيف:

-حـ..حاضر!

ولكي يضمن صمتها التام أراد أن يذيقها جزءًا من تهديده الشرس لتفهم رسالته بوضوح، لذا قبض على كتفها، وغرز أصابعه الغليظة فيه، فصرخت متألمة من قبضته عليها، ثم سحبها معه ناحية طاولة العدة الموضوعة في زاوية الغرفة.

لم يكن للصغيرة أي مقاومة تذكر على الإطلاق، فقط تضع يدها على قبضته محاولة نزعها عنها.

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن