الفصل السابع عشر :
وخزات حـــادة أصابتها في معدتها وهي تجلس إلى جوار جارتها.
قاومت على قدر المستطاع ذلك الوجع ، لكنها لم تتحمل اكثر من هذا شدة الآلم ، فتأوهت بسمة بأنين صادر من بين شفتيها المضغوطتين :
-مش قادرة ، آآآه !
تساءلت الجارة بتوجس وهي محدقة بها :
-مالك يا بسمة ؟ فيكي حاجة ؟
ردت عليها بصعوبة وهي تتأوه من وجع معدتها :
-ألم رهيب في بطني ،مش عارفة من ايه !
سألتها مجدداً مستفهمة :
-من ايه طيب ؟
صرخت متآلمة وهي تجيبها بصوت مكتوم :
-آآآه ، باينه من حاجة البياع الزفت !
قطبت الجارة جبينها ، واقتربت منها لتضع يدها على كتفها متساءلة بإهتمام أكبر :
-بياع ايه ده
لم تستطع بسمة تحمل الآلم أكثر من هذا ، فتكورت على نفسها صارخة بحدة :
-لالالا ! هاموت !
فزعت الجارة لرؤيتها على تلك الحالة المقلقة فرددت بخوف :
-بسمة !!
واصلت بسمة صراخها الموجع مرددة بصوت مختنق :
-آآآآه ، اطلبيلي الإسعاف ، آآآه ، بسرعة ، آآ.. هاموت !
ثم انهارت على الأرضية وهي تكمل صراخها الفزع ، فانتفضت الجارة من مكانها مذعورة هاتفة بهلع أكبر :
-يا لهوي !
.................................
انزوعت نيرمين إلى جوار والدتها في أحد أركان المشفى بعيداً عن غرف المرضي ، ثم مالت عليها متساءلة بحيرة وهي متعمدة خفض نبرة صوتها :
-هانتصرف دلوقتي ازاي ؟
أجابتها عواطف بقلة حيلة وهي منكسة لرأسها :
-مش عارفة يا بنتي ، أنا دماغي مشلولة ، هو اللي حصل قليل !
ثم تمتمت متحسرة ماسحة لعبراتها العالقة في أهدابها :
-المصايب مابتجيش لوحدها أبداً !
بدت نيرمين غير متأثرة بما يحدث مع ابنة خالها على الإطلاق ، ربما لأنها لا تعرفها ، وليس بينهما أي علاقة وطيدة أو صلات ودية فكانت جامدة عن والدتها التي كانت حزينة للغاية.
دفعها فضولها فقط للسؤال عن أحوالها مرددة بهدوء :
-هو الدكتور قال عندها ايه ؟
أنت تقرأ
الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅
Romanceكتب والدها وصية سرية قبل وفاته، وحين كُشف النقاب عنها أدركت أنها تمتلك عائلة أخرى، لا تعرف عنهم شيئًا، انتقلت من بلدتها، إلى حيث تمكث العائلة، وكانت الصدمة التي غيرت من مسار حياتها كليًا .. رواية اجتماعية مستوحاة من الواقع .. تبث المشاعر الإنسانية ا...