الفصل السادس والثلاثون :
أعدت طاولة شهية مليئة بصحون متنوعة من الطعام الذي تطيب له الأنفس ، فالتف الجميع حولها يتناولون إياه بإستمتاع واضح لمذاقه الرائع.
جلست عائلة حرب في مواجهة عائلة عواطف ، وترأس الطاولة الحاج طـــه ..
لم تتركه نظراتها المتطلعة إليه على طول الوقت ، فقد كانت نيرمين تراقبه خلسة تدرس تفاصيله بإهتمام واضح عليها.
هناك تلك الهالة الغريبة حوله والتي تجذبها بشدة إليه. فلم تستطع منع نفسها من التحديق به.
على النقيض ، لم يكن منذر مهتماً بها ، أو حتى شاعراً بنظراتها نحوه ، بل هي لم تكن بباله مطلقاً ، على عكسها هي التي كانت تضعه موضع مقارنة صريحة مع طليقها الأسبق.
تنهدت بعمق وهي تدس الحساء الساخن في فمها. حدقت فيه حينما أردف قائلاً بجدية :
-بكرة بأمر الله هانسجل العقود في الشهر العقاري ، هاعدي عليكي الصبح يا ست عواطف عشان نخلص بدري
هزت عواطف رأسها بإيماءة موافقة وهي تقول :
-ماشي يا سي منذر ، اللي تشوفه
أضــاف الحاج طه قائلاً بإبتسامة إرتياح :
-مبروك علينا البيعة !
ردت عليه نيرمين بحماس :
-الله يبارك فيك يا حاج طه ، احنا منتأخرش عنك ، أؤمرنا انت بس !
التفت ناحيتها ليقول بود :
-تسلمي يا بنتي !
هتفت عواطف بإمتنان :
-سفرة دايمة يا رب ، مكانش ليه لازمة التعب ده كله
ردت عليها جليلة بود :
-دي حاجة بسيطة ، ألف هنا وشفا
أشارت أروى بيدها قائلة :
-عاوزة بطاطس يا ماما
ردت عليها أمها بنبرة عادية :
-حاضر يا حبيبتي ، خدي !
ثم صاحت بجدية وهي تشير لحفيدها:
-كل طبقك كله يا يحيى ، مش كل يوم تفوض أكلك !
هتف الصغير يحيى مردداً ببراءة :
-أنا هاخلص أكلي كله عشان مس بسمة تتبسط مني
استدار أباه ناحيته ، ورد عليه بإستنكار :
-يا سلام ، عشان خاطر الأبلة بس !
ضيقت بسمة نظراتها نحوه ، وهتفت قائلة بضيق قليل من أسلوب دياب المستفز معها :
![](https://img.wattpad.com/cover/121805776-288-k63991.jpg)
YOU ARE READING
الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅
Romanceكتب والدها وصية سرية قبل وفاته، وحين كُشف النقاب عنها أدركت أنها تمتلك عائلة أخرى، لا تعرف عنهم شيئًا، انتقلت من بلدتها، إلى حيث تمكث العائلة، وكانت الصدمة التي غيرت من مسار حياتها كليًا .. رواية اجتماعية مستوحاة من الواقع .. تبث المشاعر الإنسانية ا...