الفصل الثاني والعشرون - الجزء الأول

49.6K 2.1K 362
                                    


الفصل الثاني والعشرون ( الجزء الأول ) :

تحركت حافلتي الأجرة في إتجاه العنوان المنشود لبدء المواجهة الحامية مع من تجرأ على أحد كبار قريتهم الحاج فتحي.

بالطبع لم يكن ليتركوا ثأره - والذي اعتبروه أمراً يخصهم هم كذلك - دون الأخذ به ، واسترداد ما سُلب منه بالإجبار والقوة.

شعر الحاج فتحي بالإنتشاء لوجود عزوته حوله ، وحدث نفسه مهدداً وهو يكور قبضة يده بعنف :

-هادفنك مطرح ما انت واقف !

.................................

مـــدت يدها لتمسك بكفها المسنود إلى جانب جسدها النائم ، واحتضنته براحتيها ثم ربتت عليه برفق كبير.

أدمعت عيناها متأثرة ، وأخذت نفساً عميقاً لتسيطر على نوبة بكائها المهددة بالبدء في أي لحظة.

نهج صدرها علواً وهبوطاً ، ورمقتها بنظرات مطولة أسفة مشفقة على حالها. مالت نحوها لتمسح على وجهها بنعومة هامسة لها بإعتذار :

-سامحيني يا بنتي ، حقك تشيليني الذنب ، بس والله ما كنت أعرف !

بقيت معها جليلة لبعض الوقت ، ثم انسحبت بهدوء لتترك لعواطف مساحة من الحرية لتتحدث مع ابنة أخيها دون شعور بالحرج .

تساءل طـــه بإهتمام وهو يراها تغلق الباب :

-ايه الأخبار يا جليلة ؟

دنت منه لتجيبه بصوت خفيض :

-أنا سبتهم مع بعض ، بس شكل عواطف مش هاتسيب البت تمشي ، وشها بيقول كده

أضاف بإقتضاب :

-يا مسهل !

ســألته جليلة بصوت خافت وهي توميء بعينيها :

-تحب أخش عندهم وآآ...

قاطعها قائلاً بجدية :

-لالالا .. خليهم على راحتهم ، وروحي انتي شوفي أروى ويحيى !

هزت رأسها بالإيجاب مرددة :

-حاضر يا حاج !

ثم أولته ظهرها ، ولكنها استدارت برأسها سريعاً لتسأله بإهتمام :

-تحب أعملك حاجة سخنة ولا أغرفلك تاكل يا حاج

لوح بعكازه نافياً :

-ماليش نفس !

لم تعقب عليه وأكملت سيرها.

اقترب طـــه من ابنه منــذر ، وأردف قائلاً بصوت صــارم :

-خلص كل حاجة لزوم الدفنة والعزا !

رد عليه منذر بثبات :

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now