الفصل السادس عشر

52.2K 2.3K 186
                                    


الفصل الســادس عشر :

ضجرت بسمة من الانتظــــار أمام الحاجز المعدني ، وتلفتت حولها بإستياء محاولة التفكير في وسيلة تمكنها من الصعود لمنزلها.

كان الأمر شبه مستحيل بسبب الحصار الأمني حول البناية بسبب حادث إصابة تلك السيدة مجهولة الهوية ، في الأخير اضطرت أن تذهب إلى حديقة قريبة من منطقتهم الشعبية لتمكث بها.

وطوال تلك المدة حاولت مهاتفة أمها وأختها ، ولكن دون جدوى ، رنين متواصل ، ولا إجابة على الإطلاق .

زفرت لأكثر من مرة مرددة بيأس لنفسها :

-عيلة مامنهاش أمل خالص ، كل ما أعوز حد فيهم يختفوا ، هافضل أنا كده مقضياها في الشـــارع !

نفخت بصوت مسموع متابعة حديث نفسها وهي تدور بعينيها ببطء على ما حولها :

-استغفر الله العظيم ، كله بسبب أر الجزار الفقر ده ! عينه مش رحماني !

لمحت أحد الباعة الجائلين المتخصصين في بيع الحلوى منزلية الصنع ، فنهضت من مقعدها ، وهتفت فيه بصوت مرتفع :

-انت يا عم ! استنى !

توجهت نحوه ، وتفقدت بنظرات ثاقبة متفحصة ما معه لتشتري المناسب لها لتسد جوع معدتها الخاوية.

عاودت الجلوس على مقعدها ، وقضمت قطعة كبيرة من الحلوى متناولة إياها بشراهة ، ولم تتوقف عن محاولة الاتصال بعائلتها.

......................................

وصلت أخبار الحادثة الغريبة إلى مسامع الحاج مهدي وابنه ، لكن لم يهتم الأخير كثيراً بمعرفة التفاصيل.

مجرد أحاديث عابرة من المارة ورواد المطعم جذبت انتباهه فردد مستنكراً :

:

-أل يعني المشرحة ناقصة قتلى عشان الشرطة تيجي وتعملها حكاية

رد عليه أبيه بتذمر من أسلوبه الغير مكترث :

-خليك في نصيبتك انت !

نظر مـــازن نحوه بطرف عينه قائلاً :

-مش خلاص هنحلها

أسند مهدي كفيه على سطح مكتبه مردداً بتوجس :

-ربك بس يسترها ومنعلقش مع دياب !

رد عليه مــــازن غير مبالٍ بتبعات ما سيحدث :

-ولو علقنا ، ايه يعني ؟!

نظر له والده شزراً ، وهتف متبرماً من استخفافه بالأمور :

-هاتفضل طول عمرك متسرع ومتخلف وباصص تحت رجلك !

نفخ مــــازن قائلاً بنفاذ صبر :

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now