الفصل الحادي والسبعون

55.8K 2.1K 268
                                    


الفصل الحادي والسبعون:

ورد إليه اتصالاً هاتفيًا من ابنه الأصغر يبلغه فيه بتطورات الأوضـــاع خلال زيارتهم لبلدتها الريفية، وكيف تأزم الموقف من جديد مما اضطر أخيه منذر إلى اللجوء إلى حيلة كتب الكتاب لكي يسيطر على الأمر قبل أن يتفاقم وينقلب إلى أمر خطير غير مضمون العواقب، ولأنه يعرف ابنه جيدًا فقبل طه باختياره، وبامتعاض حرج أمره قائلاً:

-سيب أخوك هناك يا دياب معاهم، وإرجع انت عشان نرتب أمورنا!

رد عليه ممتثلاً:

-حاضر يا أبا

تابع طه محذرًا بصرامة:

-وقوله ما يتهورش، انا جاي بنفسي عنده، هاحل أي مشاكل!

-ماشي، طيب وبنت عواطف التانية هانعرفها؟

-أكيد، وبعدين دي ليها موال تاني

سأله دياب باهتمام:

-ليه ؟ هو حصل حاجة في غيابنا؟

أجابه بغموض هادئ:

-بعدين هاقولك، بس المهم دلوقتي تظبط أمورك، وترجعلي!

-تمام! اطمن يا حاج

...................................

اعتدلت في جلستها بعد أن أبدته موافقتها على عرضه، شعرت بالارتياح لكونه في حياتها، فبدونه لأصبحت لقمة سائغة للأقوى منها، اختلست أسيف النظرات نحوه تراقبه باهتمام ظاهر عليها حينما انسحب من المكان ليتحدث مع الحاج إسماعيل في عدة أمور، لأول مرة لم تنفر حقًا كون ارتباطهما جديًا، أحبت فكرة درعها الذي يدفع عنها كل المصائب، أحست بصدق كلماته النابعة منه.

رأت في نظراته ما أكد تلك المشاعر التي تعتريها، ففي كل لحظة تعرتض فيها لخطر ما، يظهر لها من الهدم ليزود عنها ويفديها بروحه دون اهتمام بما قد يحدث له، هي الأهم دومًا عنده أولاً وأبدًا، شعرت بنبضاتها تتلاحق بتوتر كبير لمجرد تفكيرها المتعمق فيه، بحالة من الارتباك والخجل لأنها استشعرت وجود شيء ما بها يجذبها إليه، أشاحت بأعينها بعيدًا عنه حينما أتاها صوت عمتها المتسائل بحنو:

-بقيتي كويسة يا بنتي؟

ابتسمت قائلة بخفوت خجل:

-الحمدلله أحسن

تنفست بهدوء محاولة ضبط حالها متحرجة من احتمالية اعتقاد عمتها بأنها تبادله نظرات غريبة، فنكست رأسها خجلاً، واكتفت بالصمت

مسحت عواطف على وجنتها بكفها برفق شديد، وهتفت متابعة بود:

-يا رب دايمًا يا بنتي!

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang