الفصل الثالث والتسعون

53.8K 2K 103
                                    


الفصل الثالث والتسعون:

انقضى الأسبوع الأول سريعًا لتجتمع بعدها العائلة في زيارة ودية لتهنئة العروسين وتقديم الهدايا لهما في منزلهما الخاص، وبالطبع لم تدخر أسيف وسعها في الترحيب بالجميع بما يليق بهم، عاونتها بسمة على قدر الإمكان في إعداد الصحون المليئة بالكعك والبسكويت منزلي الصنع -وكذلك المشروب المنعش- كتقليد متبع في تلك المناسبات المعروفة، تسلل دياب إلى المطبخ ليحظى بمحادثة خاطفة مع عروسه التي تتجنبه عمدًا لتزيد من شوقه لها، وقف خلفها دون أن يصدر أي صوت، لمحته أسيف فأشار لها بإصبعه لكي لا تلفت الانتباه له، أومأت بعينيها متفهمة، ثم أردفت قائلة بابتسامة لطيفة:

-كملي يا بسمة رص الأطباق عقبال ما أرجعلك

ردت عليها الأخيرة بتركيز شديد:

-ماشي

كانت تظهر مهاراتها في ترتيب الكعك بصورة جذابة للأنظار، وبالتالي لم تشعر بوجود دياب معها، راقبها باستمتاع كبير حتى قرر أن يفاجئها، وضع يده على كتفها ضاغطًا عليه برفق، فظنت أنها أسيف، لذلك لم تستدير للجانب وتابعت بجدية:

-قربت أخلص أهوو، ثواني بس أرص البتي فور!

وضع دياب قبضته الأخرى على كتفها الأخر، ثم قرب يديه من عنقها وبدأ في فركه بحركة تدليكية خفيفة، تأوهت بصوت خفيض قائلة:

-كتر خيرك يا أسيف، بجد محتاجة مساج لضهري، عضلاتي قافشة و....

قاطعها بعبث:

-أنا موجود شوفي إنتي محتاجة ايه وأنا....

شهقت مصدومة من وجوده وتسمرت في مكانها مذهولة، استدارت فجأة للخلف لتجده على مقربة شديدة منها، رددت من بين شفتيها بنبرة مدهوشة:

-إنت!

حرك رأسه بالإيجاب وهو يرمقها بنظراته المتيمة بها، اغتاظت من حصاره لها، فصاحت به بغلظة:

-اوعى!

سد عليها الطريق ليزيد من حصاره عابثًا معها بتسلية، حاولت التحرك للجانب لكنه كان يتحرك معها، تكرر الأمر لعدة مرات، فانزعجت من تصرفاته المستفزة لها، سألته بحدة:

-جاي هنا ليه؟ مش قاعد مع الناس اللي برا و...

قاطعها بهدوء رغم تشنج تعبيراته:

-بالراحة يا أبلة عليا، احنا مش مكتوب كتابنا بردك ولا أنا غلطان؟

ضاقت نظراتها نحوه فبدت أكثر حدة عن ذي قبل، تابع مضيفًا بلؤم:

-يعني المفروض ناخد وندي بشكل ودي شوية، حتى...

ارتبكت من تلميحاته الخفية، وشعرت بتأثير حضوره عليها، ارتدت سريعًا قناع الجدية الزائف قائلة بصلابة:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Место, где живут истории. Откройте их для себя