الفصل الخمسون

55.4K 2.1K 530
                                    


الفصل الخمسون:

حركت رسغها بعصبية محاولة إفلاته من قبضته المحكمة حوله، لكنها أبى أن يحرره.

ظل مسلطًا أنظاره القوية عليها دون أن يطرف له جفن.

فاض بها الكيل من فرضه لسيطرته عليها، فصاحت فيه بنبرة مزعوجة من تصرفه:

-سيب ايدي!

رمقها بنظرات أخيرة مغترة قبل أن يرخي أصابعه كليًا عنها. سحبت يدها سريعًا للخلف لتفركها بقبضتها الأخرى، وهمست متمتمة بكلمات مبهمة لكنها كانت تشير لغضبها منه.

لم يستطع دياب تبين ما تقصده، فهتف بسخرية متهكمة:

-والله هاين عليا أسيبك مع كومة فيران بحالها، يمكن يقصوا الحتة الزايدة اللي في لسانك!

اتسعت حدقتاها بحمرة غاضبة، لكنه امتصها على عجالة حينما ظهر شبح ابتسامة على ثغره وهو يتابع بعبث:

-بس متهونيش عليا يا أبلة!

استشعرت الحرج من غزله المتواري، فهتفت بصلابة:

-عن اذنك!

ثم أشـــارت له بيدها ليتحرك للجانب، فسألها مازحًا:

-طب والفــار؟

أجابته ساخرة بابتسامة متسلية وهي تنسل من الشرفة لداخل الغرفة:

-هيروح فين، ما هو قاعد عندكم!

كركر ضاحكًا من دعابتها الخفيفة، ووضع يديه في داخل جيبه ليسير خلفها متبخترًا بنفسه.

....................................

على الجانب الأخر، وفي نفس التوقيت، صُدمت حينما رأتها واقفة أمام عتبة باب منزلها في أبهى صورها، متغنجة بجسدها، ومتباهية بحسنها الكاذب.

رمشت بعينيها عدة مرات لتتأكد أنها لا ترى شبحًا.

هتفت بذهول متلعثم:

-ولاء!

رسمت ابتسامة متكلفة على ثغرها وهي ترد ببرود غير مبالية بأي ردة فعل لاحقة:

-ازيك يا طنط؟

امتعض وجــــه جليلة على الأخير، وهتفت متساءلة من بين شفتيها:

-خير جاية هنا ليه؟

أجابتها ولاء بجمود وهي تنزع نظارتها عن رأسها:

-عاوزة أشوف ابني، فيها حاجة دي!

ضربت هي كفها بالأخر، وأسندتهما على بطنها مرددة بتجهم:

-اه، بس انتي ماتصلتيش تقولي إنك عاوزة تشوفيه!

رفعت ولاء حاجبها للأعلى، وأشارت بيدها الممسكة بنظارتها قائلة بجفاء:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅حيث تعيش القصص. اكتشف الآن