الفصل الثامن والثمانون ( الجزء الثاني)

48.8K 2K 110
                                    


الفصل الثامن والثمانون (الجزء الثاني):

حُكم عليه بالإقصاء لتجاوزاته الغير أخلاقية ولمخالفته المعاهدات الودية بين العائلتين، فاضطر أن يرضخ لقانونهم الجبري واتجه لتأسيس عمل جديد خاص به بعيدًا عن منطقته الشعبية، نظر إليه والده مطولاً قبل أن يستطرد حديثه متسائلاً بهدوء:

-مش ناوي تيجي معايا؟

التفت مازن ناحيته مرددًا بتجهم وهو يعقد رباط حذائه:

-لأ، أنا رجلي اتقطعت من الحتة دي، ومش ناوي أعتبها تاني!

اعترض عليه مهدي قائلاً:

-بس يا بني الحاج طه هيفرح لما نقوم بالواجب معاه، و..

قاطعه بجدية:

-يا أبا ده بيجبر بخاطرك، لكن إن كان عليهم مافيش حد من عيلة حرب نسى اللي فات!

-ربنا يهدي الحال

-ده غير إن أنا عندي شغل كتير، توضيب المطعم ولوازمه!

سأله أباه مستفهمًا:

-استقريت على اسمه ولا لسه؟

أجابه بهدوء وهو يضبط ياقته:

-أه "مشاوي حسب الطلب"

رد عليه مهدي بنبرة متمنية:

-ربنا يجعله فاتحة خير عليك

-أمين!

بدا وكأنه قد تذكر شيئًا ما فهتف بتلهف:

-بالحق، المحامي اتصل وبلغني إنه جابلنا تصريح بالزيارة، ماهو مجد اتجدد حبسه على ذمة التحقيقات

رد عليه مهدي بعبوس:

-أخوك ضيع نفسه بنفسه! ربنا يعينه على الله هو فيه!

لم يعلق مازن على جملته تلك، فقد اكتفى من كم المشكلات التي أرهقت كاهليه، وهو بحاجة للبدء من جديد، انتبه لسؤال والده المباغت:

-مش ناوي ترجع لولاء؟

عبست قسماته بشدة ورد بتأفف ظاهر على محياه:

-قفل على السيرة الغم دي، هي خلاص انتهت من حياتي!

اعترض مهدي على أسلوبه قائلاً:

-يا مازن دي مراتك و...

قاطعه بحدة:

-كانت.. مش الهانم رفعت قضية خلع؟

صمت والده ولم يرد، فاحتدت نظرات ابنه مضيفًا بحنق:

-تشرب بقى، وبعدين خليها تكسبها عشان تبريني من كل حاجة، كفاية اللي لهفته هي وأمها

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Donde viven las historias. Descúbrelo ahora