الفصل الخامس والأربعون:
ضرب بقبضة يده على الطاولة الزجاجية لاعنًا حظه العثر الذي انعكس أيضًا على حياته العملية.
نظر له رفيقه " ناصــر" متساءلًا باهتمام وهو يناوله زجاجة الجعة:
-وهتعمل ايه دلوقتي؟
أجابه حاتم بقلة حيلة:
-مش عارف، المصلحة دي كمان باظت، وأنا كنت متعشم إني أطلع منها بقرشين!
لمعت عيناي ناصر ببريق طامع وهو يضيف مقترحًا:
-طب ما ترجع تاني للتهريب؟
وضع حاتم يده على فمه قائلًا بتوجس ومتلفتًا حوله:
-ششش.. وطي صوتك! محدش يعرف ده!
هز الأخير رأسه عدة مرات مرددًا بإعجاب:
-ماشي، بس انت سالك فيها، وليك سكتك ومعارفك
لوى حاتم ثغره مبررًا تراجعه عن القيام بتلك النوعية من العمليات الغير قانونية:
-عارف، بس معدتش عندي اللي يخلص!
غمز له ناصر قائلًا بمكر وهو يلكزه بخفة في ذراعه:
-اهــا، قصدك على المدام
تجهمت قسمات وجه حاتم بالكامل، ورد بامتعاض شاتمًا إياها بوقاحة :
-ماتجبليش سيرتها، ولية....... !!
عقد ناصر مابين حاجبيه قائلًا:
-ده انت لسه معبي منها على الأخر
فرك رفيقه وجهه بغل، وأرجع ظهره للخلف مجيبًا عليه بسخط ظاهر في نبرته ونظراته:
-جدًا ! وعلى رأي أمي جايبة النحس للبيت كله، بس أنا مضطر أتكلم معاها عشان بنتي
أثارت جملته الأخيرة اهتمامه، فسأله بفضول:
-هي البت مش معاكو؟
حرك رأسه نافيًا وهو يوضح بفتور:
-لأ البت لسه صغيرة، والحضانة معاها!
تجرع ناصر رشفة كبيرة من زجاجته التي أوشكت على الانتهاء، وتجشأ قائلًا:
-أها! قولتي بقى!
تابع حاتم حديثه بنبرة ممتعضة:
-عاوز أشوفها، بس شايل هم الزيارة دي!
اقترح عليه رفيقه بنبرة عادية:
-طب ما تبعت أمك ولا أختك عندها!
التوى ثغره بابتسامة تهكمية وهو يبرر بسخرية:
-أمي! إنت بتهزر، دي تطيق العمى ولا تشوف وشها، انت عارف دي عاوزة تولع في البت نفسها عشانها منها!
YOU ARE READING
الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅
Romanceكتب والدها وصية سرية قبل وفاته، وحين كُشف النقاب عنها أدركت أنها تمتلك عائلة أخرى، لا تعرف عنهم شيئًا، انتقلت من بلدتها، إلى حيث تمكث العائلة، وكانت الصدمة التي غيرت من مسار حياتها كليًا .. رواية اجتماعية مستوحاة من الواقع .. تبث المشاعر الإنسانية ا...