الفصل السابع والثمانون

48.7K 2.1K 175
                                    


الفصل السابع والثمانون:

أدركت في لحظة معينة من حياتها أنها وصلت إلى مفترق الطرق، إلى الختام حيث وجب عليها أن تصحح المسار، أن تضع لمسة أخيرة يذكرها الجميع فيها بالخير علها تحصل على الرضا والسلام الداخلي، لم تعبأ بتلك العبرات الساخنة المنهمرة من طرفي مقلتيها وهي تلح قائلة:

-لازم تتجوزوا!

نظرت لها أسيف بصدمة محاولة استيعاب ما قالته توًا، أحقًا تطلب منها ذلك في خضم ماهي فيه من معاناة قاسية، اعترضت قائلة بنبرة شجية:

-مش هاعمل حاجة وإنتي كده، أنا .....

قاطعتها نيرمين بإلحاح:

-اسمعي الكلام، اتجوزي سي منذر واسعديه!

التفتت أعينها الباكية نحوه لتتابع من جديد بانكسار ملحوظ:

- هو يستاهلك، وبيحبك!

بدت نبرتها أكثر اختناقًا وهي تتابع صعوبة:

-مافيش راجل زيه أبدًا، هو واحد وبس!

كانت صادقة في ذلك، أصابت في رأيها وهي تمدح صفاته بلا توقف، فشعر منذر بالضيق والعجز لكونها تفصح باسترسال عن مشاعرها نحوه بصورة غير مباشرة في نفس الوقت الذي لا يستطيع هو فيه أن يمنحها شيء، قلبه خفق لواحدة فقط هي زوجته أسيف، فلا يحق له أن يعطي غيرها ما لا يملك.

تنهدت بحرارة لتسحب بعدها نفسًا عميقًا قائلة بوهن:

-معلش تعبتكم

اعترضت أسيف بعتاب محبب وهي تمسح على جبينها برفق:

-ماتقوليش كده، احنا...

أشارت لها بسبابتها المرتعشة لتقاطعها بهدوء:

-هاطلب منك تنادي بسمة أكلمها!

هزت أسيف رأسها بالإيجاب فتابعت بتريث:

-يا ريت أسمع خبر الفرح قريب

ردت عليها بابتسامة باهتة:

-إن شاء الله!

تحركت رأسها ببطء نحو منذر لتطلب منه برجاء:

-ده طلبي الأخير منك يا سي منذر لو كان ليا عندك خاطر، اتجوزوا وافرحوا

ضغط على شفتيه مرددًا:

-ربنا يسهل، ويعينك على اللي انتي فيه!

ابتسمت له هامسة:

-يا رب!

أخفضت أسيف كفها لتمسك بيدها وربتت عليه بكفها الأخر قائلة:

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now