الفصل التاسع والأربعون - الجزء الثاني

46.5K 2K 319
                                    


الفصل التاسع والأربعون (الجزء الثاني) :

أسندت الصينية التي كانت تحملها على الطاولة بغرفة حفيدها الوحيد، ثم اعتدلت في وقفتها لتنظر لها بتمعن شديد.

يدور في بالها أمر ما نحوها، فقط تحتاج لتهيئة وترتيب الظروف ليتحقق مرادها.

تداركت شرودها السريع قائلة بترحاب ودود:

-اتفضلي الشاي!

رفعت بسمة وجهها نحوها لتنظر إليها مرددة بامتنان:

-شكرًا، مالوش لازمة واللخ، أنا فطرت والحمدلله

ردت عليها جليلة بود أكبر وهي تشير بيدها:

-هو أنا عملت حاجة، ده بس عشان زورك! ده انتي بتتعبي معاهم!

اكتفت بالابتسام لها، لكن تحركت نظراتها نحو يحيى الجالس إلى جوارها حينما هتف متساءلًا بحماس طفولي:

-مس بسمة كده صح؟

دققت النظر في الورقة التي أجاب عن أسئلتها البسيطة ، ثم وضعت يدها على فروة رأسه عابثة بخصلات شعره وهي تقول:

-اه يا يحيى برافو عليك!

رد عليها الصغير بسعادة غامرة:

-ييس!

تابعت بسمة قائلة بلطف وهي تشير إلى نقطة ما بالورقة:

-حل دي كمان!

هز يحيى رأسه موافقًا وهو يقول:

-طيب!

أضافت جليلة بصوتها الجاد وهي تشير إلى طعامه الموضوع على مقربة منه:

-يا ريت تخلص أكلك كمان!

وافقتها بسمة الرأي، فهتفت مؤكدة عليه بضرورة تناول طعامه:

-اسمع الكلام يا يحيى!

تنهدت جليلة هاتفة بامتعاض:

-قوليله يا بنتي، والله مدوخني وراه في الأكل لما شكله بقى عدمان

عبست بسمة بوجهها عبوس زائف، وعاتبته برقة:

-ليه بس كده يا يحيى؟ انت المفروض تاكل عشان تكبر وتبقى قوي!

رد عليها الصغير ببراءة:

-ما أنا بأكل

ابتسمت له، ثم وضعت يدها على طرف ذقنه، وهمست له قائلة بنعومة:

-طيب خلص البسكوتة دي كمان عشان تيتة تتبسط منك

هز رأسه قائلًا:

-ماشي!

تهللت أسارير جليلة لاستجابة حفيدها لأوامر معلمته وانصياعه لها دون مجهود يذكر، وربما سيندمج الاثنان سريعًا إن حدث ما تتمناه في المستقبل .

الدُكان ©️ - حصريًا - كاملة ✅Where stories live. Discover now