ch.1

7.4K 266 133
                                    

كان يحمل إحدى الملفات بيده ... بينما في اليد الأخرى حمل كوبا ساخنا من القهوة احتاجه في هذا الوقت العصيب من اليوم بعدما أمضى نهاره في مطاردة الأدلة و استجواب بعض الشهود في قضيته المتشابكة كثيرة الغموض .

لم يرفع اليخاندرو رأسه عن الملف الذي يحمله ... حيث كانت عيناه تلتهم التفاصيل بنهم بعد انتظاره الطويل لهذه المعلومات التي يحويها .

و كم كان أمله عظيما في أن يحصل على خيط يتتبعه ليوصله إلى أي مخرج من هذه القضية .

حينما وصل لمكتبه دفع الباب الغير موصد بقدمه ... ليدلف بدون حتى أن ينظر لموضع خطواته .... فهو يعرف طريقه جيدا وصولا لمكان جلوسه .

وضع الكوب علي طاولة مكتبه المزدحمة بالكثير من الأوراق و الصور و غيرها من الملفات المتعلقة بعمله ... ليجلس علي حافتها متصفحا الأوراق باهتمام .

كان مستغرقا في عمله يصب عليه كل اهتمامه حتى قاطع اندماجه صوت همهمات غريبة صادرة من مكان ما بالغرفة ... و تحديدا من خلفه .

انتفض فجأة و هو يسحب مسدسه في حركة أصبحت أكثر من غريزية لديه ... أو ربما هذا ما تحتمه عليه طبيعة عمله .

ثم التفت لمصدر الصوت بحذر ليجد أنه صادر عن شخص نائم علي الكرسي الكبير القابع خلف طاولة مكتبه بينما ساقاه ممددة على طاولة جانبية صغيرة .

تعجب اليخاندرو كثيرا من ذلك ... فكيف لم ينتبه لهذا الامر عند دخوله !!!!! ... بل السؤال الأمثل هو ... كيف استطاع هذا الشخص دخول مكتبه في غيابه مع العلم انه لم يغب سوي فترة لا تزيد عن دقائق معدودة مع وجود أفراد الشرطة الفيدرالية في كل مكان ؟!! .

فهل يعقل أنه شخص يعرفه؟ ... و لكن لما تبدو طلته غير مألوفة؟! .

نفض عنه هذه الأفكار و هو يدور حول الطاولة بخطوات حذرة و لازال مسدسه مشهرا .

و بنظرة تقييمية للغريب كانت محصلتها أنه إلى حد بعيد يبدو شخص مسالم ... ذو جسد نحيل و إلى حد ما ضئيل البنية ... يرتدي جينز أزرق مع قميص رياضي و سترة جلدية واسعة و قد تعلق على خصره مسدس جلوك من عيار 9 مم .

تلك الهيئة الغريبة للنائم لم تثر في نفسه سوى رغبة في الضحك ... فأي حذر يملكه حتى ينام بتلك الوداعة في مكان مثل مكتبه الذي تعمه الفوضى  .

ابتسامة ساخرة علت شفتيه و هو يرفع القلنسوة التي تغطي وجه النائم مستخدما فوهة مسدسه .

و حينها كانت الصدمة من نصيبه.

و تدريجيا اختفت ابتسامته الساخرة ليحل موضعها نظرات إعجاب واضحة تصل حد الافتتان .

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن