Ch. 35

1.5K 123 31
                                    


" اطلقت عليك الرصاص!!! "

فتح عيناه اثر نبرتها الملتاعة فقابل عيناها المشبعتان بتعبير غريب لم يفهمه .. لربما شفقة او خوف .. لم يجد مسمي و لم يتعب نفسه بإيجاده .

اما عنها فقد هالها الألم بداخل عيناه .. فدائما ما رأت فيهما شتي المعاني ما بين قوة و حب و حتي خوف و لكنها لم يسبق لها ان رأت ألمه و انكساره إلا في تلك الليلة حينما كانا في الكوخ و ها هي تراه ثانية و السبب واحد .

لم يجد مفرا من حصارها إلا بالإقرار بما حدث .

اخذ نفسا عميقا قبل ان يغوص في احداث ذلك الماضي .. و ابتدأ حديثه قائلا :

" حدث ذلك قبل وقت طويل .. كنت حينها فتي صغير في السادسة ربما ... كان حادثا غير مقصود "

قاطعته هاتفة باستنكار :

" حادث!!. كيف لأُم ان تطلق الرصاص علي طفلها الوحيد "

" صوفيا لم تكن في وعيها .. كانت مدمنة علي الكحول حتي وصل بها الأمر أنها كانت تمزجه مع العقاقير المخدرة .

كانت تمر بفترات عصيبة جعلتها تبتعد عن كل شيء .. حينها كنت مجرد فتي صغير في السادسة مقيد بتلك القيود الارستقراطية الغبية .. أدور في دوامة من الفروض التي لا أفقه شيء عن معظمها.. والدي غائب علي الدوام في عمله و صوفيا بالطبع في عالمها الخاص "

تنهد بألم... و ابتعد عنها ليلقي بنفسه علي أقرب مقعد له دافنا رأسه بين راحتيه ... متابعا :

" كان والدي يحبها بجنون .. هكذا أخبرني ذات مرة و لكنها بتصرفاتها الجنونية كانت تقتل هذا الحب يوما بعد اخر .. إلتمس لها العذر مرات كثيرة لأنها كانت صغيرة حين تزوجها ... حاول كثيرا ان يعيد توجيه تصرفاتها و لكن في كل مرة كان يقابله يخفق في ذلك ... اما عنها فكانت تتمادي اكثر فيما تفعله .
مع ذلك استمر زواجهما المحكوم بالفشل لسنوات فقط لأجل عادات ارستقراطية بالية و لأجل قلة باقية من الحب لدي والدي و لكن ذلك الحادث كان بمثابة المسمار الاخير في نعش علاقتهما .. فبعدها اجبرها والدي علي دخول احدي مصحات الادمان .. و حينما خرجت كانت قد شفيت بالفعل و لكنها اصبحت اسوأ بمراحل "

صمت ماريوس تاركا ذكريات تلك الليلة تشق طريقها لمخيلته بألم حاد فدلك جبهته الذي شعر بها تتمزق إثر الصداع الذي انتابه .

شعرت اميريتا بما يعانيه فاقتربت منه و جثت علي ركبتيها امامه و عانقت راحته بين كفيها تربت عليها بحنان .

هذه اللمسة البسيطة من جانبها كانت اكثر من كافية لتثير رغباته الكامنة في اختطافها و الهرب بها بعيدا عن اي من ذلك و لكنها تأبي الا ان تفتح ذكريات الماضي .

و لكن رغم ذلك شعر بالامتنان لها ... فكم مرة واسته و ضمدت جراحه في حين انها كانت في امس الحاجة لمن يواسيها و لو بكلمة .

تانجو 2 Where stories live. Discover now