Ch .13

2K 150 47
                                    

لم يتوقف عقله طوال الايام الماضية عن العمل ... منذ ان اخبرها بتلك الكذبة و هو خائف .

كان في السابق خائفا من اخبارها بالحقيقة حتي لا تتركه فما الذي سيمنعها من ذلك و قد اختفي الحب من علاقتهما ... ما الذي سيجبرها علي البقاء مع شخص مثله؟!! .

و لكن الان اصبح خوفه اعظم فان اكتشفت كذبه لن تسامحه يوما .

كان يأمل ان يستعيد حبها له قبل ان تستعيد ذاكرتها... فهذا وحده سيشفع له عندها ... فليجعل رصيد حبه لديها يزداد و بعد ذلك لتعرف اي شيء عنه ... الحب سيجعلها تغفر له ... هو متأكد .

بعد تلك الكذبة ... و بعد وعده الذي لا يعرف حتي الان كيف يبر به تغيرت معاملتها معه ... اخيرا شعر بها تقترب منه ... اختصرت مسافات طويلة كانت تضعها بينهما سابقا ... فقط بابتسامة ... او سؤال عن احواله ... و لكنه كان اكثر من سعيد بذلك .

اما عنها ... فهي لا تعرف ما الذي اصابها ... كانت في كل يوم تتعلق به اكثر من اليوم الذي يليه ... هل احبته سابقا ؟ ... ربما.

و لكن ما هي متأكدة منه الان انها لا تستطيع الابتعاد ... نعم لم تصدق ما اخبرها به ... و لكن لم يكن خافيا عنها ذاك الحب الذي يكنه لها .

كانت تري في عيناه فيضا من المشاعر ... فتلك النظرات التي يغرقها بها تلفها بشعور لم تختبره قبلا ... نظرات ما بين حب و خوف ... لربما هو خائف من ان تتركه كما اخبرها ... و لكنها لم تكن لتفعل ... حتي انها تراجعت عن رغبتها السابقة في ذلك .

رغم انها لم تتأقلم مع الحياة في ذاك المنزل ... و ذلك بسبب القيود الغبية التي تفرضها والدة ماريوس فرغم غيابها الا ان ايزابيل تحرص علي تنفيذها ... و لكنها كانت تنأي بنفسها عن كل ذلك .

الشخص الوحيد في هذا المكان الذي شعرت باهتمامه الصادق ... بعد ماريوس بالطبع ... كان سوزيت .

ذكرتها ثرثرتها الطويلة عن اطفالها و مشاكلهم الدائمة بما كانت عليه سابقا هي و والدتها ... فسوزيت هي المعيل الوحيد لهم ... تماما كما كانت والدتها بالنسبة لها .

و عندها كان يستبد بها الشجن ... فهي حتي لا تتذكر اخر لحظاتهما معا ... كانت ترغب في زيارة منزلها القديم لتحصل علي شيء يذكرها بها .

ربما صورة او غرض يخصها كان كفيلاً بإشباع هذا الحنين .

لم يكن خافيا عليها الانزعاج الذي يظهر علي وجه ماريوس كلما ذكرته بتلك الرغبة ... و لكن ما لا يعلمه انها لن تتراجع مهما طال بها الامر .

استمر الحاحها عليه لعدة ايام قبل ان يفاجئها ذات صباح بموافقته .

فتحت عيناها صباحا و تمطت قليلا... و لكنها اعتدلت سريعا بخجل حينما وجدته جالسا الي جانبها يراقبها بابتسامة عذبة تعلو شفتيه .

تانجو 2 Where stories live. Discover now