Ch. 68

1.4K 96 30
                                    


" و الآن هل يمكننا أن نتحدث بهدوء؟ "

قال اليخاندرو بمجرد أن وصلا لمنزله أما عن كارمن فكانت لا تزال غارقة في غضبها منه لهذا اكتفت بتجاهله و هي تتحرك للداخل لتلقي بجسدها المرهق على اريكته الأثيرة لديها .

كانت تفكر في ظهوره المفاجئ .. مراقبته لها و معرفته بكل ما يجري معها ... فهذا الرجل الجالس أمامها بهدوء بالغ حتما سيصيبها بالجنون من افعاله المتناقضة ... ببساطة يقصيها عن عالمه و ببساطة يستعيدها ... و ما التالي؟.. هذا ما كانت بانتظاره ليفصح عنه.

تلك الحالة من الإنتظار التي تعيشها بسببه حتما ستقودها للجنون ذات يوم هي متأكدة من ذلك.. لهذا فإن آخر شيء توده حاليا هو الانزلاق لعالمه أكثر .

و هو لم يكن خافيا عليه ما تفكر به ... كانت له القدرة على قراءة أفكارها ككتاب مفتوح و الفضل لتعابير وجهها الشفافة التي تتغير مع كل فكرة تطرأ برأسها .

ذكرها ذاك الوضع المتوتر الذي يمرا به بالشجار الذي وقع قبل أن تغادر منزله .. فرفعت رأسها لتنظر إليه بتساؤل قائلة :

" هل استطعت التوصل لقاتل إيريك ام لا زال الأمر غامضا بالنسبة لك ؟ "

كان أمر إيريك قد غاب عن ذهنها تماما طوال الفترة الماضية .. فطاقتها كانت موجهة بإتجاه واحد فقط هو الإيقاع بمارك قبل أن يبادر بفعل أي شيء.

لم يرد أليخاندرو فقط هز كتفيه بتلك الطريقة التي اعتادتها منه و التي تخبرها اما أنه لا يملك ردا عن سؤالها أو أنه لا يرغب بالإجابة.. لم تعرف مقصده.. لهذا استطردت بتلقائية :

" بالتأكيد قتله مارك بعدما كشفت حقيقته .. و ان لم يكن هو فلابد أن يكون أحد الأشخاص الذين كان يدين لهم بالمال "

ما قالته كان صحيحا بالفعل .. فهذا ما توصل إليه .. و لكن ما تعجب منه هو معرفتها بكل هذا .

قضية قتل ثالثة بنفس غموض قضية مقتل الشاهد و ليزيت كذلك ... و لكن مع إيريك كان القاتل معروف ... ما يمنعه من القبض عليه فقط هو اقتراب نهايته.

بعد صمت قصير غامض أردف أليخاندرو بتساؤل في المقابل :

" كيف عرفتِ ذلك؟... هل أصبح لديك جواسيس يخبرونك بما يحدث مثل مارك؟ "
سؤاله الاخير بدا متهكما ... فأعطته إحدى نظراتها النارية قبل ان ترد عليه بحنق :

" ربما قد افعل .. و لكن الأمر لا يحتاج لذكاء خارق لأعرف بما حدث مع إيريك .. هذا ما حاولت شرحه لك تلك الليلة"

ادرك ما تعنيه .. فهو اتهمها بالكثير بلا أن يعطيها فرصة للدفاع عن نفسها ... و هذا جعله خجلا منها .
حك عنقه بارتباك و ظهرت علامات الشعور الذنب واضحة على وجهه و هو يقول :

" اعتذر بشدة عن الحماقات التي تفوهت بها .. حينها لم أكن أفكر بعقلانية بسبب اهمية تلك الادلة كما تعرفين"

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن