C h. 33

1.4K 123 79
                                    

حينما استفاقت صباحا كان اول ما قابلها هو نظراته التي تشملها بحب اثناء استلقائه الي جوارها .. انتفضت سريعا تعدل من وضعها و هي تبتلع ريقها بتوتر .

ما فعلته لم يكن صادما بالنسبة له فقد توقع حدوث ذلك الا انه لم يظن انها ستستعيد نفورها منه بهذه السرعة .

حافظ علي ابتسامته المتفهمة و هو يقول :

" صباح الخير "

لم ترد فقط ايماءة من رأسها كتحية و هي تراقبه بحذر مبتعدة عنه قدر الامكان .

تواترت احداث ليلتها الماضية الي عقلها سريعا لتتذكر ما فعله معها عقب ذاك الكابوس و هذا جعلها تنزعج ليس منه بقدر انزعاجها من نفسها فهي في النهاية ليست محصنة ضده و الدليل كان تشبثها به كطفلة علي اعتاب الغرق .

الابتسامة التي لازالت تملأ وجهه ادهشتها رغم تصرفاتها الجافة ... جعلها ذلك تشعر بضيق اعمق من نفسها ممتزجا بالخجل لطريقتها الفظة التي يقابلها بمزيد اللطافة.

بعد صمت طويل لا يتخلله سوي نظرات متبادلة قطعته هي قائلة بهدوء :

" اسفة لأنني ازعجتك بالامس ... ارجو ان تكون قد حصلت علي نوم هادئ "

" لا تلقي بالا لذلك .. اهم شيء انك افضل الان .. اليس كذلك؟ "

تسائل فحصل علي ايماءة خفيفة منها كجواب .

اطارت صوابه حين رأي خصلاتها القصيرة التي تناثرت اكثر بسبب فعلتها هذه فاقترب منها مقبلا اياها متجاهلا نفورها من لمساته و الذي نجحت في رسمه بدقة علي كل تفصيلة من جسدها و ذلك عجل بابتعاده عنها و هو ينهر نفسه بشدة .

ابتسم بسخرية لدي تذكره سؤالها ... نوم هادئ؟!! ... و كيف يحظي به و هي بهذا القرب منه بعد جفاء دام لأسبوع طويل.. هل ستصدقه ان اخبرها انه لم يغمض له جفن و هو يراقبها طوال ساعات نومها.

ان اخبره شخص ما انه يفعل ذلك كان ليتهمه بالجنون و لكن ها هو قد اصابه المرض الذي لا شفاء منه.. بل انه ليست عنده الرغبة للشفاء فكل ما يريده هو المزيد .. المزيد من الجنون .. المزيد من الحب .. المزيد من الغرق .

افعالها المتناقضة منذ ان عادت له و التي تراوحت ما بين تقارب فامتزاج فتباعد كانت تشعره كما لو كان قد دخل الجنة و تنعم بها ليجد نفسه في اللحظة التالية يتشبث بسراب ... تماما كمنبوذ يطرق الابواب بلا اجابة فلم يجد بدا من التعلق بأعتاب جنتها لعل ابوابها تفتح له من جديد .

اتسعت ابتسامته بعبث و هو يقول ممازحا :

" هيا اسرعِ بالنهوض ايتها الكسولة قبل ان تقتحم سوزيت الغرفة حينها لن يستطيع احد ان يوقفها عن الحديث "

تانجو 2 Where stories live. Discover now