Ch. 29

1.4K 121 42
                                    

لم يجد في نفسه الطاقة لمجابهة نظراتها المتهمة المتشككة فما كان منه الا ان انسل خارجا بدون ان يتفوه بكلمة واحدة .

شعر بضيق يكاد يخنقه ... و غضبا تصاعد لحدود روحه حتي كاد ان يحرقها .

لقد رفضته .. رفضت اقترابه منها و هذا ما لم تفعله سابقا منذ ان فقدت ذاكرتها .

فقد وعد نفسه منذ اول يوم لها في منزله عقب عودتها من المشفي ان يقترب مهما كانت العواقب.

ورغم ادراكه لمدي انانيته و شعوره المتخم بالذنب تجاه ذلك الا انه كان من المستحيل ان يحافظ علي علاقة الحب الافلاطونية التي جمعتهما سابقا .. فأي احمق هو ليبقي علي زواجهما الصوري في حين انها الي جانبه و في متناول يده .

لذلك كان متأكدا ان ما بدر منها لم يكن له سوي معني واحد غير قابل للتزييف ... انها تذكرت كل شيء .

لقد اشتعلت نار الذكريات و شبت عن طوقها لتحرقه في اتونها و هو ليس في وسعه ان يفعل شيء سوي الانتظار فالمواجهة خيار غير مطروح البته .

عاد لغرفة مكتبه و صفع الباب خلفه بعنف ... ظل جالسا الي الكرسي خلف مكتبه في الظلام لبعض من الوقت ثم مد يده ليخرج تلك العلبة التي اخفاها عنها من احدي جيوبه.

اضاء المصباح الصغير علي طاولة مكتبه و تفحص علي ضوءه الشاحب محتوياتها .. فزفر بحنق حين تذكر انه نسي التقاط الخاتم .

ترك مكانه و ذهب لذاك الباب الجانبي المؤدي لشرفة خارجية مطلة علي الحديقة و وقف هناك اخذا انفاسه بعمق قبل ان يزفرها محملة بغضبه و ضيقه و حيرته .

رفع نظره لاعلي ... الي حيث شرفة جناحهما و التي كان طيفها يتراقص خلالها ذهابا و ايابا .

كان يعلم انها مثله في تلك اللحظة تكاد تجن لكثرة التفكير .. ود حينها ان يقتحم عزلتها التي فرضتها علي كليهما و لكنه كان يخشي ان يعطيها سببا جديدا تكرهه لأجله لذلك اكتفي بمراقبتها حتي اختفت تماما و ساد الظلام الغرفة .

عاد لداخل غرفة مكتبه متسائلا... هل نامت و نست الامر ام انها فقط هادنت افكارها حتي صباح اليوم التالي ؟

لم يقدر علي مزيد من الصبر.. فقرر ان يعود اليها و ليحدث ما يحدث و لكن قبل ان يقطع خطوة واحدة تجاه الباب سمع احدهم يدلف اليه و لم تمر الا ثواني بعدها غمر الضوء القوي ارجاء الغرفه.

تطلع الي القادم فوجدها صوفيا مما دفع بمؤشرات غضبه نحو حافة الانفجار .

تراجع بصمت و جلس الي كرسي مكتبه ثانية في انتظار ان تخبره بما اتت من اجله و لكنه دار بكرسيه معطيا ظهره لها قبل ان يجعلها ضحية لانفجاره.

و هي لم تكن لتتركه حيث خطت الي الداخل و وقفت امام مكتبه ترمقه بنظرات حانقة قبل ان تقول بحدة :

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن