Ch. 42

1.2K 102 87
                                    


"أرى انك استعدت عافيتك سريعا عزيزي بيدرو .. و ليس ذلك و حسب بل سارعت بنفي ماريوس و زوجته .. هل خفت ان تؤثر عليك بسحرها ؟ "

لم يرد عليها فقط ظل يرمقها بنظراته المشتعلة محافظا علي مظهره البارد حتي لا يطردها خارج مكتبه .

تابعت بث سمومها غير عابئة بصمته :

" اعتقد انه اغفل ذكر حقيقة زواجه بعاهرة التقطها من ملهي ليلي .. المسكين تزوجها انتقاما ... كان يظن ان هناك علاقة بينك و بينها .. و لكنها للأسف تشبه فقط عاهرتك القديمة "

ضحك بيدرو بخشونة اثارت حنق صوفيا و التي كظمت غيظها ببراعة تحسد عليها .

توقف اخيرا مقربا وجهه منها ليقول بحدة :

" لا اعتقد انك لا زلتِ تغارين منها حتي بعد ان قتلتيها ؟ "

الكلمات التي تفوه بها بيدرو ببساطة اثارت صدمة صوفيا فتراجعت في مقعدها غير قادرة علي الرد ليتابع هو بنفس نبرته التي تقطر حقدا :

" تماما كما تخلصتِ من دييغو حينما رفضك و فضلها عليكِ .. و لم تكتفي بذلك فحسب بل حاولتِ قتل ابنتهما .. هل اتابع سرد جرائمك ام أكتفي بذلك ؟ "

اشاح بوجهه بعيدا عنها غير قادر علي متابعة النظر الي ملامحها التي باتت تثير لديه شعورا بالاشمئزاز ... ساد صمت ثقيل ابتلعت هي خلاله علي صدمتها سريعا و قد استعادت سيطرتها علي نفسها ببراعة ... لتقول بنبرة باردة :

" هل انتهيت من التفوه بالحماقات ؟ ... يبدو ان تلك الغيبوبة افسدت عقلك "

التفت اليها صارا علي اسنانه ثم اقترب معتقلا ذقنها بقبضته ضاغطا عليها بقوة حتي صدر عنها تأوه ضعيف ارضي غضبه ... ليهتف بعدها بحنق :

" حقا لم اري شخصا بوقاحتك صوفيا ... هل تعتقدين انني احمق لاتهمك بلا دليل ؟"

للحظة اعطت جملته التأثير المطلوب .. فاهتزاز حدقتيها و الارتباك الذي ظهر علي ملامحها ما ان ذكر كلمة دليل جعلت ابتسامة انتصار تعلو وجهه ليستقيم في وقفته مبتعدا عنها .

ابتلعت ريقها بتوتر متساءلة :

" دليل ؟!!! ... ماذا تقصد؟ "

" نعم دليل ... ما رأيك ببعض من الملفات القديمة التي نجت من حريق المصحة حيث كنتِ تعملين سابقا ؟ "

اتسعت عينيها ذعرا ما ان ذكرها بذاك الحريق .. ظنت بان النيران التهمت كل شيء لتخفي أخطاء ماضيها ... ظنت انها تخلصت من اي تهديد قد يطاردها لينغص عليها حياتها التي استقامت اخيرا.. و لكن ما يقوله جعل النيران تشب في رأسها... لذا هبت واقفة لتصيح بجنون :

" هراء.. لو كنت تملك شيئا كهذا لم تكن لتتردد في التخلص مني منذ وقت بعيد "

تركها تحترق بنيران الانتظار متلذذا باحتراق اعصابها و خوفها الذي نجح في اظهاره .. قبل ان يقول ببطء محافظا علي نفس النبرة الباردة :

تانجو 2 Where stories live. Discover now