Ch. 41

1.5K 112 79
                                    

رغم ان الحادث الذي وقع قبل شهر كاد ان يودي بحياتها الا انها اعتبرته ازمة عابرة تسعي جاهدة لتخطيها .

ذلك لا يمنع ان ما حدث غير اتجاه تفكيرها بعض الشيء .. بل ترك اثره العميق في علاقتها بالمحيطين بها .. و خاصة مارك و اليخاندرو .

فما فعله الأول لازال يسيطر علي تفكيرها مسببا لها حيرة عظيمة أما عن الاخر فهو ايضا كان سببا في تشوش افكارها فلم تظن يوما ان شخص مثل اليخاندرو يخفي وراء قناع قساوته قلبا طيبا يمكن ان يشعر بالأخرين .

و بعدما اختفي التناحر الذي كان بينهما سابقا اصبحت علاقتهما تشبه الي حد ما العلاقة بين الأصدقاء القدامي .

و مع ذلك كانت تشعر ان هناك سرا كبيرا في الامر .. تشعر ان هناك ما طرأ علي حالته .

فهل تتجاهل حقيقة انه لم يعد هو نفسه الشخص الذي كان يطلب منها ألا تخلط حساباتها الشخصية بالعمل حينما تري تلك الروح الانتقامية التي حلت عليه و التي اصبح يتعامل بها مع قضيتهما الاضخم !!

اثبت لها صحة افكارها حديثا اجرته مع إيريك المحلل النفسي الذي يعمل ضمن فريقهما حين زارها في المشفي .

حيث عادت بها الذكري إلى ذلك اليوم .

كان ايريك شابا عشريني يقاربها في العمر و قد نمت بينهما صداقة عقب التحاقها بفريق اليخاندرو مباشرة و لكنها لم تتعدي اطار العمل .
جلس اريك علي كرسي مجاور لها ناظرا اليها ببعض من الشفقة .

و تدريجيا كسا القلق ملامحه و نبرته حين قال :

" لا اعرف حقا ما الذي يحدث؟ .. في البداية قتلت ليزيت و الان حاولوا قتلك و كأنها لعنة تطاردنا واحدا تلو الاخر .. حتي الرئيس حاله تغير بعد كل ما حدث .. حتي بدت اشعر ان السبب اكبر من مجرد _"

بتر جملته مطرقا بتفكير .. فحثته كارمن علي المتابعة بتلهف :

" ماذا ؟ "

" ربما كانت تجمع الرئيس علاقة عاطفية بتلك المرأة او ما شابه "

كان يقصد بحديثه اليخاندرو فقد اعتاد الجميع علي مناداته بذاك اللقب بخلافها هي .

اما عنها فقد كانت معالم الصدمة التي ظهرت علي وجهها غير قابلة للتزييف .. فقد ادركت الان حقيقة ما يدور .

تتذكر جيدا انها التقت تلك الفتاة لمرتين فقط لا غير .. إحداهما كانت في مكتب اليخاندرو و الاخري حينما عادت ذات ليلة من عملها لتجدها بداخل منزله .

لا تنكر انها شعرت وقتها بالضيق لاقتحام تلك الليزيت المنزل في عدم وجودها و لكنها تذكرت انه ليس منزلها و ان اليخاندرو يحق له استقبال اي كان في منزله دون ان يكون لها حق الاعتراض علي ذلك .
و لكن الان ادركت السبب خلف تصرفها انذاك .

تانجو 2 Where stories live. Discover now