Ch. 32

1.5K 122 44
                                    

اسبوع مضني مر عليه كدهر طويل كان فيه يتلظي في حجيم شكه في عودة ذكرياتها ... كانت مخاوفه تتضاعف من ان يستيقظ في يوم ما ليجدها غادرته .

طوال هذا الاسبوع كان يعمل بكل طاقته علي التخلص من مرحلة الانتظار الذي يعيشها.. اولا سيعجل باجراء جراحة اميريتا كما اتفق مع طبيبها... بعدها سيعود من حيث اتي ليستقرا هناك و ليحدث ما يحدث هو لم يعد يهتم سوي لشيء واحد.. هي و فقط هي .

سيعمل علي استعادة شركته الصغيرة التي جمد جميع نشاطاتها قبل عودته ليبتعد عن كل هذا الجنون .. و حتي لو تذكرت فهو سيعمل علي استبدال كل صورة سيئة له في مخيلتها .

الان لم يتبقي له سوي شيء واحد فقط هو زيارة والده الذي انقطع عن زيارته منذ ظهور صوفيا فظهورها المفاجئ و المربك حشد جميع قواه في اتجاه واحد مسببا له تشتت افكاره و مخططاته .

و لا مانع من اصطحاب اميريتا معه .. فرغم تلك الصورة التي لازالت مترسبة في اعماقه عن علاقة تجمع بين والده و تلك الاخري التي تشبه زوجته فهو لم يعد يهتم و لا مانع لديه من زيارتها له فقد تكون ورقة ضغط في صالحه .

ربما تلتمس له العذر فيما فعله معها سابقا حين تري والده الذي يرقد بلا حول و لا قوة... ربما تقدر المه الذي دفعه لما فعله معها .

دلف الي غرفتهما ليجدها جالسه الي مقعد في الشرفة تراقب الافق بشرود .

و رغم الاجهاد الذي يسيطر علي ملامحها فقد بدت جميلة .. اسرة للعين بدرجة جعلت عيناه لا تحيد عنها فهو لا يمل ابدا من مراقبتها .. حيث وقف هناك يتتبعها بدون ان تشعر به .

تلك الحالة من الشرود التي تسيطر عليها في الاونة الاخيرة ترعبه فهو يشعر بها كما لو كانت تحيا معه فقط بجسدها بينما روحها تحلق بعيدا .. لذا هو مستعد ان يدفع اي شيء في مقابل ان يعرف ما يجول بخاطرها .

و مع انه كان مستعد ان يقف هناك طوال اليوم ليراقبها بشغفه المعتاد الا انه اراد ان يخرجها من شرودها مقتحما زحمة افكارها .. لعل الغلبة تكون له.

انحني ليطبع قبلة خفيفة علي جبينها اخرجتها من شرودها .. و لم يفوته تصلب جسدها تحت كفيه المستقران علي كتفيها .
من مكانه القريب استطاع ان يري تجمد قسمات وجهها و كأنها تكره لمسته و كأنها تبتهل ان يبتعد عنها .

و فعلا ابتعد ليجلس علي المقعد المقابل لها فقد كره ذلك منها ... الا انه قال بنبرة رقيقة :

" مرحبا .. كيف حالك اليوم؟ "

" بخير "

سقطت ابتسامته حينما سمع ردها الجاف... بينما هي تجنبت النظر اليه حتي لا تقع في شركه فطوال اسبوع مضي حرصت علي بناء حاجزا تلو الاخر بينهما .

لربما هي لا تعلم مقدار ما يمارسه علي نفسه من ضبط نفس حتي لا يلقي بحذره عرض الحائط و لكنه كان يبغض ردة فعلها تلك... فبمجرد اقترابه يري تحفزها و توثبها ابتعادا عنه رغبة في هروبها من محيط تواجده .

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن