Ch. 54

1.3K 90 65
                                    


حينما تعهدا لأحدهما الأخر ألا يفصل بينهما شيء هل كان يعلم ان كل وعوده ستذهب ادراج الرياح بهذه السرعة ؟ .

لقد وعدها انه لن يتركها مطلقا بإرادته و لكن ما يحدث الآن خارج عن إرادته .. إلا انه لن يسمح لمجرد ممر غبي و قضبان لعينة أن تكون عائقاً بينهما .. ليفصلوا بينه و بينها يجب ان يبذلوا المزيد .

كان يراقبها و هي نائمة على كرسي بالقرب من القضبان الحديدية حيث تركها قبل بعض من الوقت ... و كم بدت جميلة في فستانها الأبيض .

رأسها المسند إلى الحائط بطريقة بدت مؤلمة جعل بعض من خصلات شعرها البني تنساب لتغطي جانب وجهها بينما انحرف طوق الزهور الذي كان يزينه ليتشعث شعرها قليلا إلا أنها بالرغم من ذلك بدت فاتنة .

كم أراد أن يوقظها و لكنه يعلم أنها ليلة عصيبة تلك التي مرا بها لذا تركها .

حينما وضعوه في تلك الزنزانة كان الوقت قد تعدي منتصف الليل بقليل و كم كان محظوظا ان أحدهم لا يشاركه فيها و إلا كان ليري ما يراه هو الآن و هذا كان كفيلا بإثارة غيرته و بشدة .

الشرطي الذي بدا متعاطفا مع ما حدث معهما هو من وضعها في تلك الزنزانة المنعزلة بأخر الممر و كان هو ايضا من اختار له الزنزانة المقابلة لها.

ما حدث قبل بضعة ساعات عقب لحظة خروجهما بعد انتهاء مراسم الزفاف كان ينخر في عقله حتي كاد يفقد صوابه ... فلم يتبادر لذهن احدهما ان بانتظارهما ما سيفسد فرحتهما في هذا اليوم المميز .

الشارع المتسع بالخارج و الذي كان قبل دخولهم هادئا صار الآن يضج بسيارات الشرطة.. بل في الواقع الكثير منها .. إضافة إلى الصحفيين و جنون كاميراتهم .. فبعدما تم منعهم من حضور مراسم الزفاف حصلوا على فرصتهم الذهبية لتسجيل مراسم الفضيحة التي لم تكن في الحسبان .

تصلب سانتياغو مكانه مصدوما حينما رأي بعض من أفراد الشرطة يتقدمون منهما ... ظن أنهم هناك لأجله .. لربما لم يتم تسوية أخطاء ماضيه حينما كان يعمل مع هيرنانديز .. و لكنه حينما تعاون مع الفيدراليون وعدوه بتسوية كل شيء .. فكيف حدث ذلك؟ .

و لكن ما حدث تاليا تركه في صدمة اكبر .. صدمة كادت تذهب بعقله.. تاركة اياه عاجز عن التفكير ... إلا من فكرة واحدة تمكنت منه حتي النخاع .. هم لم يأتوا لأجله او لأجل احد المدعوين .. بل لعروسه .

ما تلى تلك اللحظات من تدافع الكثير من أفراد الشرطة ليمسكوا بخوانيتا بخشونة لا تناسب إلا مجرم خطير و وضعهم للقيود في معصميها كان اشبه بالكابوس .

هي أيضا تملكتها الصدمة ... فلم تقاوم الشرطي الذي قيدها فقط كانت تشعر بقسوة القيد الحديدي البارد حول معصميها .
جنون عدسات التصوير بدأ من هذه اللحظة و هم يسحبوها معهم لسيارة الشرطة ... و إلى أن افاق سانتياغو من صدمته كانت سيارات الشرطة قد غادرت مسرعة بدون ان يتمكن من معرفة سبب ما حدث .

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن