فتحت الباب سريعا و ترجلت من السيارة ... ثم رفعت رأسها لتنظر للقصر الفخم في مواجهتها .. و لكنها شهقت بفزع حينما ادركت انه ليس سوي قصر عائلة دي كروز .نفضت عنها اثار المفاجئة و شحذت كل قواها و همت بالهروب قبل ان تشعر باحدهم يمسك بمرفقها الدقيق بقوة كادت تفتته.. لم تستطع الالتفات لتري هويته و لكنها شعرت بانفاسه الساخنة خلف اذنها تلفحها مثيرة لديها قشعريرة قوية و هو يهمس بقسوة :
" لقد استنفذتِ كل محاولات هروبك عزيزتي"
اتسعت عيناها خوفا حين ادركت انه ماريوس .. فسرت ارتعاشة قوية في جسدها .. لم تستطع قدماها حملها حتي كادت ان تتهاوي ارضا و لكن امتدت ذراعه لتحيط خصرها بتملك قاسِ قائلا :
" تجلدي.. زوجتي الحبيبة "
تسرب اليها شعورا قويا بالخوف ... و كيف لا تشعر به و هي تراه ينظر اليها بتلك الطريقة التي تثير رعبها.. لم يسبق لها ان خافت منه في اوج قوته و قسوته معها... و لكن حينها لم تكن تحبه لم يكن عندها ما تخشاه او تخشي عليه .. كم كانت مستعدة لاغضابه و اثارة جنونه فقط لتشعر ببعض من المرح فيما تفعله .
الان لم يعد الامر لعبة فهي تخاف ان يتحول حبهما الي كره بسبب هروبها منه .. نظراته تحمل جرحا عميقا و كأنها خانته .. نعم هو يعتبر انها فعلت بهروبها بعدما قطعت عليه وعدا بألا تلتفت للخلف .
و مع ذلك كان لديها خوف جديد بدأ يتنامي بين جنباتها فهي تحبه و تخشي ان يحطمها هذا الحب ... يحطم الباقي لديها من قوة .
لم تقوى علي الاعتراض و هو يقودها معه بصمت الي الباب الخلفي للقصر مرورا بالمطبخ الذي ضح بالكثير من العاملين علي اعداد الطعام .
رمقتهم النظرات باستغراب و لكنه لم يهتم بل استمر في سحبها حتي تسللا صعودا لغرفتهما .
دقات قلبه التي تسارعت بإرتباك لا يدرك كنهه اثارت حيرته .. لا يعرف هل ما يعانيه غضب ام اشتياق ام رغبة بالقتل .
و ذلك الخاطر الاخير اثار استنكاره حقا .. فكيف يرغب في قتلها و معاقبتها علي هروبها منه و في نفس الوقت يود لو اعتصرها بين ذراعيه يدخلها بين ضلوعه حتي لا تتجرأ على الهرب مرة أخرى .
لو كان يستطيع لقتلها منذ وقت طويل ليتخلص من حبها الذي غرست جذوره بأعمق نقطة من روحه و لكنه حتي لا يقدر علي رؤية دموعها بلا ان تؤلمه هو .
كل دمعة التي تجري من عيناها بسببه تكون بمثابة شوكة تغرس في قلبه .
و خوفها منه الذي يراه في عيناها الان جعله يكره نفسه و لكنه مضطر علي ما يفعله .. يجب ان يرهبها حتي لا تفكر في تركه ... نعم هو منطق غريب و لكن هذا ما يكفل وجودها إلى جواره حاليا .
ارادت ان تبتعد عنه ان تهرب .. و قبل ان تتفوه بشيء قال لها بنبرة خافته تثير الذعر :
" ابقي هنا و لا تفكري في الاقدام علي اي حماقة .. سأرسل لكِ سوزيت لتساعدك"
![](https://img.wattpad.com/cover/76788823-288-k973156.jpg)
أنت تقرأ
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...