Ch. 50

1.4K 104 32
                                    


فتحت الباب سريعا و ترجلت من السيارة ... ثم رفعت رأسها لتنظر للقصر الفخم في مواجهتها .. و لكنها شهقت بفزع حينما ادركت انه ليس سوي قصر عائلة دي كروز .

نفضت عنها اثار المفاجئة و شحذت كل قواها و همت بالهروب قبل ان تشعر باحدهم يمسك بمرفقها الدقيق بقوة كادت تفتته.. لم تستطع الالتفات لتري هويته و لكنها شعرت بانفاسه الساخنة خلف اذنها تلفحها مثيرة لديها قشعريرة قوية و هو يهمس بقسوة :

" لقد استنفذتِ كل محاولات هروبك عزيزتي"

اتسعت عيناها خوفا حين ادركت انه ماريوس .. فسرت ارتعاشة قوية في جسدها .. لم تستطع قدماها حملها حتي كادت ان تتهاوي ارضا و لكن امتدت ذراعه لتحيط خصرها بتملك قاسِ قائلا :

" تجلدي.. زوجتي الحبيبة "

تسرب اليها شعورا قويا بالخوف ... و كيف لا تشعر به و هي تراه ينظر اليها بتلك الطريقة التي تثير رعبها.. لم يسبق لها ان خافت منه في اوج قوته و قسوته معها... و لكن حينها لم تكن تحبه لم يكن عندها ما تخشاه او تخشي عليه .. كم كانت مستعدة لاغضابه و اثارة جنونه فقط لتشعر ببعض من المرح فيما تفعله .

الان لم يعد الامر لعبة فهي تخاف ان يتحول حبهما الي كره بسبب هروبها منه .. نظراته تحمل جرحا عميقا و كأنها خانته .. نعم هو يعتبر انها فعلت بهروبها بعدما قطعت عليه وعدا بألا تلتفت للخلف .

و مع ذلك كان لديها خوف جديد بدأ يتنامي بين جنباتها فهي تحبه و تخشي ان يحطمها هذا الحب ... يحطم الباقي لديها من قوة .

لم تقوى علي الاعتراض و هو يقودها معه بصمت الي الباب الخلفي للقصر مرورا بالمطبخ الذي ضح بالكثير من العاملين علي اعداد الطعام .

رمقتهم النظرات باستغراب و لكنه لم يهتم بل استمر في سحبها حتي تسللا صعودا لغرفتهما .

دقات قلبه التي تسارعت بإرتباك لا يدرك كنهه اثارت حيرته .. لا يعرف هل ما يعانيه غضب ام اشتياق ام رغبة بالقتل .

و ذلك الخاطر الاخير اثار استنكاره حقا .. فكيف يرغب في قتلها و معاقبتها علي هروبها منه و في نفس الوقت يود لو اعتصرها بين ذراعيه يدخلها بين ضلوعه حتي لا تتجرأ على الهرب مرة أخرى .

لو كان يستطيع لقتلها منذ وقت طويل ليتخلص من حبها الذي غرست جذوره بأعمق نقطة من روحه و لكنه حتي لا يقدر علي رؤية دموعها بلا ان تؤلمه هو .

كل دمعة التي تجري من عيناها بسببه تكون بمثابة شوكة تغرس في قلبه .

و خوفها منه الذي يراه في عيناها الان جعله يكره نفسه و لكنه مضطر علي ما يفعله .. يجب ان يرهبها حتي لا تفكر في تركه ... نعم هو منطق غريب و لكن هذا ما يكفل وجودها إلى جواره حاليا .

ارادت ان تبتعد عنه ان تهرب .. و قبل ان تتفوه بشيء قال لها بنبرة خافته تثير الذعر :

" ابقي هنا و لا تفكري في الاقدام علي اي حماقة .. سأرسل لكِ سوزيت لتساعدك"

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن