ch. 2

4.5K 227 90
                                    


كانت عيناه معلقة بها .... التقط قلبه كل سكنة من سكناتها ... كل مرة رمشت بها.. كل همهمة و كل حركة صدرت عنها .

كان يحدوه الأمل في أن تستفيق من غيبوبتها لحظة و أخرى .

ظل يمني قلبه بتلك اللحظة طوال الأشهر الماضية التي كاد أن يفقد عقله بها حينما تخيل أنها قد تغادر عالمه بعدما وجدها .. فهل هناك عذاب أقسى من ذلك ؟ .

كانت أيام أثقل من أن يتحملها و لولا القلة الباقية لديه من قوة لإنهار منذ وقت طويل ... فلم يرد لمخيلته يوما أن يعيش تلك اللحظات البائسة ... حيث يراها ساكنة أمامه بلا أي حركة ... بدون أن يكون قادر علي سماع صوتها و رؤية وهج عيناها الزمردي الذي يأسره ... بدون أن يكون قادر على أخذها بين ذراعيه حينما يرقصان سويا ... حقا لقد أرهقه اشتياقه لكل ما يتعلق بها.

كم أراد أن تفتح عيناها فقط و لو للحظة  ليكتسب من وهجهما مزيد من القوة يواصل بها أيامه .

و لازالت ذكريات ما مر بهما قبل ثلاثة أشهر تنخر رأسه بلا هوادة ... فلم يكن ما حدث سهلا البته .

بعد ذاك الحادث الذي تعرضا له و اضطرار اليخاندرو لإحتجازه في المشفى رغما عن إرادته .... حينها سمع ما جعل النار تشتعل في صدره .

كان اليخاندرو قد غادره تاركا بعضا من أفراد الشرطة برفقته في المشفى بحجة حمايته و لكنه كان يعلم أنه وضعهم فقط لمنعه من المغادرة .

شعر بحنق أكبر من أن توصفه كلماته فزوجته مخطوفة بينما هو يرقد عاجزا عن البحث عنها و تحريرها .

اشتعل بداخله غضب يهدد بإحراق الجميع و ما أفقده صوابه أكثر هو الخبر الذي سمعه علي التلفاز بعدما أشعلته الممرضة بهدف تسليته غافلة عن الخبر الذي جعل أنفاسه تخبو مسببة له ألما جديدا .

كان يذاع بثا حيا للحادث الذي وقع في وسط المدينة ... و تحديدا في مبني ضخم لإحدى الشركات ... حيث انفجرت مروحية كانت تحتوي على بعض الاشخاص .

لم يعرف كيف حاز الخبر على إهتمامه وسط ما ينتابه من قلق ... و لكنه قاوم الانقباض الذي شعر به في قلبه و هو يرفع الصوت و يتابع بتركيز شديد كل كلمة من التقرير الذي تلقيه إحدى المذيعات ... التي تابعت ببرود حطم اعصابه :

" و قد تم اطفاء الحريق الهائل الذي نشب عقب انفجار المروحية ... و جاري إسعاف بعض من تضرروا من الإنفجار ... و لكن مصادر تؤكد أن جميع من كانوا في المروحية لقوا حتفهم ... "

لم يستطيع متابعة حديث الفتاة علي التلفاز حيث عاد قلقه ليهاجمه... و شعور بالعجز يجثم على أنفاسه مسببا له الاختناق .

إلتقط الهاتف الذي تركه له اليخاندرو بعدما تحطم هاتفه سابقا ليتصل به ربما للمرة الألف بدون أن يحصل على إجابة .

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن