Ch. 51

1.2K 101 74
                                    

قاطع رقصهما الصامت تربيته خفيفة علي كتفه جعلتهما يتنبهان لما حولهما .

رفع ماريوس رأسه ليجد انه ليس إلا والده الذي قال بلباقة :

" اسف لمقاطعتكما "

" لا بأس "

قالها ماريوس بابتسامة خفيفة وازت اخري علي وجه والده و لكن العبوس و الضيق الذي علا وجه اميريتا حينها كانا غير قابلين للتزييف و قد لاحظ كلاهما ذلك ليردف بيدرو بابتسامة بشوشة متجاهلا موقفها منه :

" هل لي ان اسرق زوجتك الجميلة لبعض من الوقت؟ "

التعبير الذي عبر وجه ماريوس للحظة كان غامضا لم تستطع اميريتا قرائته .. بينما نظراتها التي تتوسله الا يبتعد لم تجدي نفعا حيث طبع قبلة سريعة علي جبينها ثم تراجع خطوة قائلا بنبرة مازحة حاول ان يكسر بها الجمود المسيطر :

" حسنا و لكن يجب ان تعيدها سريعا ... فأنا رجل غيور و بشدة "
رغم نبرته المازحة خرجت جملته بما يشبه التحذير الخفي .. و سرعان ما توارد الي عقل اميريتا خاطر مجنون ... هل قد يتصور ان والده يضمر لها اعجابا لأنها اشبه بأخرى كان من الواضح انه كان يكن لها مشاعر عميقة ماضيا ؟ ... ربما هذا هو السبب وراء التعبير الغامض الذي علا وجهه .

كانت اميريتا في موقف لا تحسد عليه و ودت لو هربت من بين ذراعي الكهل الذي راقصها محافظا علي مسافة لا بأس بها بينهما اضافة لابتسامة متكلفة و تعابير وجه محايدة لا تعكس شيء مما يفكر به .

بعد فترة صمت سمعته يقول بنفس النبرة الهادئة :

" اسف علي الطريقة السخيفة التي جلبتك بها الي هنا"

طال صمتها حتي ظنها لن ترد عليه و لكنها قالت بعد فترة و كأنها كانت تسيطر علي نبرتها لتخرج طبيعية :

" لا بأس"

ردها المقتطب لم يردعه عن مواصلة حديثه حيث اردف :

" اعرف انك هنا رغم إرادتك و لكن ليكن عندك ثقة انني لم افعل ذلك إلا لمصلحتك انتِ و ماريوس "

" حقا؟ ... و اي مصلحة لي بالتواجد وسط أناس من الواضح انهم يكرهونني "

قالت بتهكم .. ليرد مدافعا :

" لا اعرف كيف وصل لكِ هذا الشعور و لكن لا احد يكرهك .. علي الاقل ليس انا "

" ربما انت لا تفعل و لكن زوجتك تفعل .. بل انها حريصة على إظهار كرهها لي في كل مناسبة "

" حسنا .. و ماذا عن ماريوس؟ "

" ماذا به؟ "

تصنعت الغباء.. ليرد مؤكدا :

" انه يحبك .. أليس هذا كفيلا بجعلك تبقين إلى جواره؟ "

عادت لصمتها بينما عيناها تعكس بحرا من الحيرة .. ليردف بيدرو :

تانجو 2 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن