Ch. 36

1.4K 113 63
                                    

اتصل بها مرارا و تكررا و لكن بلا جدوي .. و من ذلك استنتج ان ما يحدث أمرا من اثنين ... اما أنها تتجاهله او انها لازالت نائمة و ذاك الخاطر اثار حنقه فقد فوتت اجتماعا مهما عقده هنري .. الذي تسائل عن سبب غيابها .
لم يجد ما يرد به مما اضطره لإختراع كذبة واهية عرف ان هنري كشفها بسهولة بسبب النظرة التي حدجه بها و لسان حاله يقول :

" اتظنني ابله؟!! .. انا اعرفك "

هو نفسه لم يصدقها .. بل لم يصدق انه اخترع كذبة لأجل التستر عليها .

تلقي اتصالاً فرد سريعا ظناً منه أنها هي و لكنه كان مخطئا .

عوضا عن ذلك أثار ذاك المتصل دهشته و بعد ما اخبره به كان مضطرا لمغادرة مكتبه علي وجه السرعة الي ان وجد نفسه علي الممر الحجري الذي يخترق غابة باليرمو .

في يوم اخر كانت لتبدو نزهة جيدة وسط تلك الغابة الصناعية الخلابة ... فالشتاء بدأ يجر اذياله في طريقه للرحيل ... و قد زينت الاوراق المتساقطة الممر الذي كان يسير عليه و اشجار الجكراندا كانت ازهارها البنفسجية قد بدأت في الظهور علي استحياء لتعطي منظرا شاعريا مبهجا للنفوس .

و لكن الامر كان مختلف تماما بعدما تلقي ذاك الاتصال من رئيس الشرطة الاتحادية يخبره انهم استخرجوا إحدي الجثث من بحيرة ريجاتاس المتواجدة بقلب الغابة ... و قد يبدو الوضع غريبا و لكن حين سمع المواصفات التي أعطاها له هرع للمكان ليتحقق من الامر .

الوقت كان لا يزال مبكرا فلم يكن قد تجاوز ساعات الصباح الاولي ... و رغم الفوضي التي قد تصاحب استخراج جثة من الماء الا ان محيط موقع الجريمة كان هادئ تماما و خاصة تلك المنطقة التي يسير فيها و التي بدت شبه مهجورة إلا من فتاة صغيرة و سيدة شابة تنزهان كلبا صغيرا ... و زوجين في منتصف العمر يجلسان الي مقعد حجري في وضع حميمي و اخر يمارس رياضة الجري و الذي ظهر امام سيارته فجأة من احدي المنعطفات حتي كاد ان يرتطم به فقد كان منهمكا في البحث عن المدخل المؤدي للبحيرة مما شتت انتباهه عن متابعة الطريق .

كانت فقط عدة امتار اخري قطعها قبل ان يعثر علي ما يريده .

و امام البحيرة كان هناك تجمعا هائلا لأفراد الشرطة و الكثير من الصحفيين الذين لم يفوتوا الفرصة لإلتقاط خبرا بهذه الاهمية .

تخطي الحاجز الذي تم فرضه حول موقع الجريمة و قد حاول شرطي ما ابعاده و لكنه عدل عن ذلك بعدما اظهر له شارته التي جعلته صيدا ثمينا لعدسات الكاميرات حين عرفوا انه عميلا فيدراليا .

كانت هناك بعض من سيارات الشرطة و سيارة اسعاف لأخذ الجثة فتوقف جانب احداها باحثا بعيناه عن رئيس الشرطة الذي كان منهمكا في الحديث مع مراسل احدي القنوات الاخبارية .

و بعدما رأه ترك الرجل محدثه مقتربا منه ليشرح له كيف وجدوا الجثة و استخرجوها .

جثي اليخاندرو علي ركبتيه بالقرب من الجثة التي وُضعت بداخل احدي اكياس حفظ الجثث.

تانجو 2 Where stories live. Discover now