Ch. 38

1.3K 121 95
                                    

اغمضت عيناها بقوة انتظارا للرصاصة التي ستخترق جبينها و اخر ما تردد في اذنها هو صراخ اليخاندرو الذي لازال يصلها .

ثواني و لم يحدث شيء مما جعلها تنكمش اكثر الي ان سمعت الصوت الذي كانت تنتظره ... صوت الطلقة التي انطلقت بالقرب منها حتي كادت تصم اذنها ... لم تشعر بأي الم ... فقط دقات قلبها المتسارعة و الجرعة المفرطة من الادرينالين و التي جعلت جسدها ينتفض اكثر .

ثواني اخري مرت لتشعر بعدها بشيء يرتطم بالرصيف بالقرب منها و بقوة جعلتها تقاوم ارهاقها لتفتح عينيها اللتين اتسعتا بصدمة حيث كان اول ما وقع نظرها عليه هو الجسد المسجي بجوارها و قد توسطت رصاصة جبهته بينما سالت دمائه بغزارة علي الرصيف بجوارها تاركة بركة صغيرة باللون الاحمر كانت تتسع شيئا فشيئا .

اذن الرصاصة لم تصيبها .. رفعت نظراتها المشوشة الي حيث وقف رجلا ما ميزته بسهولة و هو يعيد مسدسه لجيبه و ينحني عليها سريعا مقربا وجهه منها ليتفحصها .

ما صدر عنها لم يتجاوز همسة خافته لم تصل حد اذنيها .... فقط شفتيها التي تحركت لتنطق اسمه بعدم تصديق :

" مارك!!! "

تجمعت الدموع في عينيها و لكنها ليست دموع ألم كسابقتها و انما كانت تنضح قهرا و حسرة و هي تري عدوها بهذا القرب بينما هي عاجزة عن اخذ حقها منه ... او حتي الصراخ في وجهه ليبتعد كي لا يدنسها بلمساته .

مد مارك انامله لعنقها يتحسس نبضها بقلق لم يحتاج مجهود لإظهاره ... فالخوف المرتسم علي ملامحه كان صادقا للغاية .

لاحظ رفرفة اهدابها التي علقت بها الدموع لذا هتف بنبرة تحمل مزيجا من الفرحة و اللهفة :

" يا الهي .. انتِ بخير غجريتي.. انتِ حية "

قال ذلك و هو يجثو علي ركبتيه بجوارها يسحبها خارج السيارة ... و رغم ما تعانيه الا انها شعرت ان اقترابه يحرق خلاياها بدرجة ودت معها ان تصرخ بأعلي صوتها طالبة منه الابتعاد .

حاولت ان تقاومه بالقدر الضئيل من القوة المتبقية لديها حيث تخبطت حركات يديها بعشوائية و لكنها لم تكن قادرة علي رفعهما لوقت طويل حيث سقطتا بجوارها بعجز ... لتهمس بقهر :

" سأقتلك مارك "

وصلته همستها و لكنه لم يلتفت اليها بل تجاهلها متابعا محاولاته لسحبها بعيدا عن السيارة قبل ان تنفجر و لكن الصرخة العنيفة التي صدرت عنها حينما حاول ان يخلص قدمها العالقة جعلته يتوقف مختلسا نظرة لوجهها الذي غطته الدموع بكثافة .

كان الالم يسري في جميع أنحاء جسدها و لكنه لم يكن الما جسديا فقط اضافة الي غضب .

لم تخف من مارك رغم انه قد يقتلها في اي لحظة حسب ظنها ... الا انها كانت غاضبة ان نهايتها ستكون علي يديه و هي بتلك الحالة من الضعف بلا ان تقاوم او تواجهه في حرب نظيفة .

تانجو 2 Kde žijí příběhy. Začni objevovat