Ch. 17

2K 137 31
                                    

اما عن كارمن و اليخاندرو فقد اصبح سطح البناية التي يعملان بها هي المقر الرسمي للقائهم .

و ذلك لم يكن من فراغ فقد كانت شكوك اليخاندرو تتنامي يوما بعد اخر فيمن حوله حتي كارمن نفسها لم يكن ليعطيها اي قدر من الثقة الا حينما رأي ذاك الحقد الدفين في نظراتها كلما ذكر مارك و لم تكن رغبتها العارمة في الانتقام خافية عليه .

و مع انها اخبرته بكثير من المعلومات التي ساعدته بصورة كبيرة ... الا انه كان متأكد انها لازالت تحتفظ لنفسها بالكثير .

و رغم فضوله الجم لمعرفة ابعاد هذه العلاقة بينها و بين ذاك الرجل الغامض الا انه لم يحاول الضغط عليها فقط اكتفي بما يختص بالقضية التي يعملان عليها و التي كانت اطرافها تتسع يوما بعد اخر .

كان عمله معها طوال تلك الفترة عملا مرهق للاعصاب حيث كانت تتصرف بتناقض اثار حنقه في احيان كثيرة .

بل هي كلها كتلة من المتناقضات بين مشاكستها و تنمرها و تصيدها لأخطائه و تلك الاحيان الاخري التي تتعامل معه بجنون يبلغ اقصي درجاته حينما يحاول ان يستبعدها من اي نشاط له علاقة بقضيتهما... و مع ذلك يوما بعد اخر استطاع ان يتقبل ذلك الي حد ما او بتعبير اخر اصبح يفهمها .

نظر في ساعته ليجد انها تأخرت عن موعدهما اليومي فجلس علي الحافة كعادته في انتظارها .

مر بعضا من الوقت قبل ان يشعر بها تتسلل لتجلس الي جواره بهدوء و ترقب ... فقد كانت متأكدة ان في انتظارها محاضرة عن احترام المواعيد .

فان كان اليخاندرو يكره شيئا اكثر من مشاكستها له فهو عدم احترامها للمواعيد .

جديته في العمل و التي تصل احيانا حد التزمت كانت طوال الوقت تسبب لها الضيق ... و لكنها مثله مرغمة علي تحمل ذلك.

و فعلا استدار اليها و كان علي وشك توبيخها حينما وجدها تعطيه كوبا من القهوة و قد ارتسم علي وجهها تعبيرا بدا مضحك بالنسبة له فهو متأكد ان ذاك الهدوء الذي تدعيه لا يناسب شراستها .

ابتسم لشكلها الذي يشبه دمية صغيرة مهوشة الشعر بسبب تلك الفوضي التي تتلبسها طوال الوقت و بالاخص بعد وجه الجرو الحزين الذي ابدته له .

اخفي ابتسامته سريعا و حاول رسم الجدية علي ملامحه و هو يقول بنبرة تعمد جعلها جادة قدر الامكان :

" متأخرة عن موعدك و فوق كل ذلك تقدمين لي رشوة حتي اتغاضي عن تأخرك !!! "

" رشوة!! "

قالت ذلك بإستنكار و هي تهب واقفة في مكانها ... لتكمل بحدة اكبر :

" انا المخطئة بالفعل لانني لم اتركك هنا لتتجمد وحدك في هذا الطقس البارد "

صمتت قليلا و هي تنظر حولها بضيق ثم حاولت التدثر بالسترة الجلدية التي ترتديها متابعة بتذمر :

تانجو 2 Where stories live. Discover now