Ch. 69

1.8K 104 28
                                    


" و الآن هل يمكنك أن تهدأ و تشرح لنا ما حدث بالتفصيل؟ "

تلك الجملة كانت قادرة على جعل الجميع يصمت بترقب انتظارا لما سيقوله ناتشو و لكن ذلك لم يشمل ماريا التي لم تستطع الحفاظ على صمتها لوقت أطول حيث وجهت حديثها المنفعل إلى أليخاندرو قائلة :

" كيف تريده أن يهدأ في حين أن هذا الرجل أمامك اختطفها ليستغلها في إتمام مخططات تلك المرأة المهووسة صوفيا؟ ... أو لا أعرف حقا ما دوافعه .. ها هو أمامك لما لا تسأله عما ينتوي فعله معها ؟ "

" اختطف من؟.. دعوني أفهم ما يجري بدلا عن هذه الألغاز التي تتحدثون بها "

صياح اليخاندرو بهذه الجملة جعل ماريا تنظر إليه بتوجس لتردف ببطء و نظراتها مثبته بتوتر على وجهه :

" اميريتا ... لقد اختطفت "

قلبت نظراتها بين الأوجه التي احتلتها معالم الصدمة بخلاف أليخاندرو الذي زفر بضيق و كأنه كان يعرف الأمر و يخفيه عنهم ... لم تعرف حقا سر تصرفه .

و لكن رد فعله جعل الريبة تتسلل إليها لتتساءل عن أمر كان غائبا عنها :

"كيف لا تعرف بخبر اختطافها من المشفى أو هروبها المدبر على حد وصف البعض في حين أن الشرطة تبحث عنها منذ عدة ساعات ؟ "

" ماذا ؟ "

كانت بانتظار رد اليخاندرو و لكن ذاك الهتاف المستنكر صدر عن ماريوس الذي لم يكن يستوعب ما قالته حتى هذه اللحظة .

اختطفت ... هربت .. أيا كان ما حدث لها و لكن الأمر يبدو مخيفا ... فكيف ستواجه كل ما يحدث مع مخاوفها و هواجسها و هذيانها و الأكثر من ذلك الخطر الذي يتربص بها في كل خطوة ... الخطر الذي زرعها هو وسطه بعناده و كبريائه و حماقته .

انبعث الجنون في أوردته حتى فقد سيطرته على أعصابه لينقض على ناتشو ممسكا بتلابيبه.

أطلت من عيناه نظرات تحمل الجنون في طياتها و هو يقول بثورة :

" هل تظن أنك قادر على خداعي بهذه الطريقة؟ ... أنت .. أنت دبرت لهذا .. تريد إبعادها عني و لكنني لن اسمح بذلك "

خلص ناتشو نفسه من قبضة ماريوس بصعوبة قائلا بابتسامة متشفية :

" صدقا كنت لأفعل ما تقوله و أكثر لو كانت لدي الفرصة و حينها كانت تلك النظرة على وجهك لتسعدني كثيرا .. و لكن ها أنا كما ترى عاجز تماما مثلك "

ناتشو و قد تأكد له من ردة فعل ماريوس العنيف تجاهه أنه برئ من اتهامه له باختطافها ... إلا أنه أراد أن يجلده بما عرفه .. أن يذيقه مرارة أفعاله.. فقال بنبرة متهمة :

" حتى و إن كنت برئ من خطفها ... إلا أنك السبب الرئيسي خلف اختفائها و كل ما يحدث معها حاليا "

تانجو 2 Where stories live. Discover now