عيناها لم تختبر النوم منذ ليلتين .. و تحديدا منذ تلك الليلة التي وقع فيها التفجير .
كانت قد عادت إلى المنزل منذ بعض من الوقت و هدفها الحصول على قسط من الراحة و لكن ذلك كان مستحيلا مع زحمة أفكارها التي تأخذها رغما عنها بإتجاه مارك و ما يخططه لأجل اقصائها عن المدينة و عن عملها ... فها هي بشائر حربه قد وصلتها قبل ساعات ... و كالعادة سبقهم هو بخطوة .
لعنت غبائها و حماقة اليخاندرو الذي لم يعطها الفرصة لتخبره بما تعرفه من معلومات .
و سرعان ما احتل تفكيرها تفاصيل تلك المشادة الكلامية التي حدثت بينهما صباحا و التي غادر على اثرها غاضبا .
هذا الأمر تحديدا قض مضجعها لتتجاهل رغبتها في الحصول على قدر من النوم بعد عودتها للمنزل في الصباح الباكر .
بل انها لم تستسغ فكرة الراحة قبل ان تجد اليخاندرو و تحذره من ايريك ..فسارعت بالذهاب للعمل بحثا عنه .
و لكن اللعين كان أسرع منهم جميعا ... ففي غمرة انشغالهم بالتحقيق حول الفخ الذي تم إعداده لفريقهم استطاع سرقة الأدلة التي تدين مارك .
و منذ ان وصلت صباحا و عرفت بخبر سرقة تلك الادلة و هي تحاول الوصول لاليخاندرو لتخبره بما تعرفه و لكن بلا جدوي .. فكأنما انشقت الأرض و ابتلعته .. حتى ايريك اختفى كذلك .
و بعد نهار طويل ها هي تجلس بعجز بانتظار ما سيحدث .
و لكن لسوء حظها لم يطل انتظارها فقد انتفضت من شرودها حينما سمعت صوت باب المنزل يصفق بعنف .
هرعت إلى الخارج لتجد اليخاندرو الذي عاد اخيرا ... ظهوره فقط اعطاها شعور بالارتياح .. و اخيرا ستصارحه بكل مخاوفها.. ستخبره بكل الحقيقة حتى تتخلص من نظرات الشك التي يطوقها بها .
تنفست بعمق لتتخلص من توترها تمهيدا لمصارحته بما تعرفه و لكن نظرة واحدة لملامح وجهه المنقبضة بغضب الجمتها عن قول شيء.لم يعطها الفرصة للتفوه بكلمة واحدة فقد دنا منها كالعاصفة الهوجاء و ملامحه تنذر بالشر ... و كم كانت ملامح وجهه مخيفة و عيناه تحمل نظرة مظلمة بدرجة لم تسبق لها رؤيتها منذ ان عرفته .
انقض فجأة عليها قابضا علي ذراعيها بقوة ...ليصرخ في وجهها بصوت غاضب مخيف :
" لما فعلتِ ذلك ؟ "
و رغم الخوف المسيطر عليها بسبب نبرته و صوته المرتفع حاولت الحفاظ على ثبات نبرتها و هي تسأله بهدوء :
" ماذا فعلت ؟!!! "
عاود صراخه بنبرة أعلى و قد اغاظه هدوئها :
" انزعي ملامح البراءة عن وجهك كارمن فهي لا تناسبك ... فقط اخبريني لما فعلتِ ذلك ؟ "
لم تستطع الحفاظ علي هدوء أعصابها لوقت طويل و هي تراه يحدثها بهذه النبرة فصرخت في وجهه بالمقابل و هي تخلص نفسها من قبضتيه :
أنت تقرأ
تانجو 2
Actionصرخت بقهر : " لا ماريوس .. لا تضعني في موضع اختيار بينكما الامر اصعب مما تتخيل " " اخبرتك انه لا يوجد مجال للاختيار .. لانك ستختاريني انا في كل الحالات .. اليس كذلك ؟ " لم يتلقي تأكيدا لسؤاله الذي بدا هستيريا فجذبها اليه محيطا وجهها بكفيه ليأسر نظ...